اسم الکتاب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء - ط الحديثة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 28
بقيادة ابن أخيه سليمان باشا كهيا الكرجي الرومي ، فتجاوزوا من خانقين إلى
شهرزور ، ومنها إلى بحيرة مريوان ، فتلاقوا هناك ، واشتعلت نيران الحرب بينهما ،
حتّى انكسر عسكر الروم ، وانهزم إلى حدود الموصل وبغداد عن ثلاثة آلاف قتيل ،
وأكثر منهم أسيراً وفيهم القائد كهيا المذكور.
فالتجأ عليّ
باشا والي بغداد إلى شيخ الجعفريّة الشيخ جعفر النجفي ، فقبل الشيخ التماسه ، وذهب
إلى محمَّد عليّ ميرزا ، شفيعاً للأسراء فقبل شفاعته ما عدا كهيا ، فأطلقهم جميعاً
، وبعث كهيا مقيّداً إلى السلطان فتح عليّ شاه ، فأمر بحفظه وفكّ قيده ، إلى أن
تهيّأ الشيخ للسفر إلى طهران ، فوصل إلى السلطان مكرّماً مقبول الشفاعة فأخذه معه
ورجع إلى بغداد.
وكان تشفّع في
كهيا يوسف باشا والي أرزنة الروم ، وبعث معتمدة الفيضي محمود أفندي مع عريضة إلى
عبّاس ميرزا ، فلم يقبل شفاعته ، وإنّما قبل شفاعة الشيخ تكريماً له [١].
ومنها
: تصلّبه في
النهي عن المنكر وردّ أهل البدع. ونكتفي في ذلك بذكر رسالة أرسلها إلى أهل خوي ،
من مدن إيران ، لمّا توسّعت دعوة الصوفيّة فيهم ، وكان فيها توبيخ وتهديد وتحذير ،
واستعطاف وهي :
«بسم الله
والحمد لله والصلاة على محمّد وإله. من المعترف بذنبه المقصّر في طاعة ربّه ، أقلّ
الأنام ، كثير الذنوب والاثام ، الأقلّ الأحقر عبد الله جعفر ، إلى الإخوان الكرام
والأخلاء العظام ، أعاظم أهل خوي وأعيانها وأساطينها وأركانها.
أمّا بعد : فقد
صحّ الكلام المأثور والمثل المشهور أنّه ما يثنّى إلا وقد يثلّث. فقد حصل ثالث
الأديان في بلادكم ، المذهب الوهّابي وبيكجان ، فهنيئاً لكم على هذا الدين الجديد
، والمذهب السديد ، وظهور هؤلاء الأنبياء الذين يخاطبون بصفات جبّار السماء ، بل
كانوا عين الله ، وكان الله عينهم ، ولا فرق بينه وبينهم!! فدقّوا الطبول ، وغنّوا
بالمزامير ، وأظهروا العشق للّطيف الخبير ، وأكثروا النظر إلى الأمرد الحسان.
فإنّه يتّحد بهم الرحيم الرحمن ، ودعوا الصلاة والصيام وجميع العبادات بالتمام ،
فإنّكم نلتم درجة الوصول ، فلمن تعبدون؟! وأنتم مع الله متّحدون فلمن تسجدون؟ إنّما
يعبد