ومنها
: دفاعه عن
النجف في الحوادث الدامية ، كحادثة الشمرت والزقرت المشهورة التي أخذت دوراً مهمّا
وهي أعظم حادثة يحتفظ بها تاريخ النجف ودافع المترجم له عنها مع زمرة من أهل العلم
الذين مرّنهم على حمل السلاح والرمي. وقد كانت داره الكبيرة الشهيرة ، مذخرا
للأسلحة وثكنة للجنود الذين قرّر لهم الرواتب ودرّبهم على القتال. فكان الشيخ جعفر
أبا النجف البار وقائدها الروحي يرجع إليه في الملمّات والحوادث ويستغاث به عند
النوازل [٢].
ولم تكن النجف
يومذاك يطيب بها مسكن ولا يألفها ساكن ، فهو بحزمة وعزمه وشدّة صولته ونفوذ أمره ،
كان يذبّ عن الضعفاء ويحرس الفقراء فكان لهم حرزاً منيعاً وسوراً رفيعاً [٣].
وقد قام الشيخ رحمهالله على تمصير النجف ، فبنى لها سوراً ، وأسكن بها جملة
صالحة من بيوت العرب والعجم ؛ لتَعَلّم العلوم الدينيّة فيها. وتولّى الزعامة
الدينيّة ، وأصبحت له المرجعيّة العامّة في التقليد.
وبلغ من حرصه
على تقدّم الثّقافة ونموّها أن استدعى جملة من المهرة في سائر العلوم للنّجف ،
وتصدّى لصدّ هجمات الأعراب عليها ، والتزم بإعاشة الطلاب فيها ، حتّى اشترى لهم
الدور والمساكن وبذل لهم حتّى مصارف الأعراس فضلاً عن اللوازم والضرورات [٤].
ومنها
: مكانته عند
سلاطين المسلمين في العراق وإيران. قال العلّامة الطهراني : وقضيّة واحدة تعطينا
صورة واضحة عن تركّز المترجَم ومدى التقدير الذي حصل عليه. قال في روضة الصفا عند
ذكر أحوال السلطان فتح عليّ شاه القاجاري ما ترجمته ، أنّه في جمادى الأُولى سنة
١٢٢١ ه. ق ولّى السلطان ولده الأكبر «محمَّد علي ميرزا» تمام محالّ كردستان من
كرمانشاه إلى خانقين ، ومن خرّمآباد إلى حدود البصرة. وذلك حين تعدّى علي باشا
والي بغداد على إيران وجنّد ثلاثين ألفاً