اسم الکتاب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء - ط الحديثة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 188
عهدوا إليهم في اتّباعها والعمل بها.
فلو تعلّق حكم
بشيء وعُلمت أولويّة آخر من داخل أو خارج أو ظُنّت من داخل ، فيكون من المفاهيم
اللفظيّة ، أو عُلمت مساواته أو ظنّت من داخل كذلك كان مثبتاً لحكمه ، فالأولويّة
بقسميها ، وتنقيح المناط ، ومنصوص العلّة لا ينبغي التأمّل في اعتبارها.
وكذا ما ينقدح
في ذهن المجتهد من تتبّع الأدلّة بالانبعاث عن الذوق السليم والإدراك المستقيم ؛
بحيث يكون مفهوماً له من مجموع الأدلّة ؛ فإنّ ذلك من جملة المنصوص ؛ فإنّ للعقل
على نحو الحس ذوقاً ، ولمساً ، وسمعاً ، وشمّاً ، ونُطقاً ، من حيث لا يصل إلى
الحواس.
فاعتبار
المناطيق ، والمفاهيم والتعريضات ، والتلويحات ، والرموز ، والإشارات ، والتنبيهات
، ونحوها مع عدم ضعف الظنّ من مقولة واحدة ، إذ ليس مدار الحجيّة إلا على التفاهم
المعتبر عرفاً.
البحث
الثلاثون
في أنّ ما صدر
من الأقوال والأفعال الاختياريّة عن الطبيعة لا بدّ أن يكون عن داعٍ وغرضٍ معتدّ
به ، فوقوع الكلام من المتكلّم من غير قصدٍ هذيان ونحوه ، بل لا بدّ أن يكون عن
داعٍ لغرضٍ من الأغراض.
ثمّ قد لا يكون
بقصد الخطاب وشبهه ، ممّا لا يتعلّق بالأحكام ، كالتلاوة والأذان والإقامة وسائر
الأذكار والدعوات ، والتكرير للحفظ ، والتعليم للقران ، وإنشاد الشعر ، والتلذّذ
بالغناء ، وذكر المعايب والهجو ، والمدح ونحو ذلك.
وقد يكون ممّا
يتعلّق بالأحكام إمّا بطريق الجعل كالنذر والأيمان وأكثر الإيقاعات.
وقد يكون بطريق
الخطاب مجازاً ، إمّا بطريق الوضع كالوصايا ونحوها من الوقفيّات والسجلات وغيرها ،
أو بطريق التعليق ؛ بمعنى تعلّقه على وجود المخاطب مجازاً أو التنزيل ؛ بتنزيل
المعدوم أو الموجود الغائب منزلة الموجود أو الحاضر تجوّزاً.
وقد يكون بطريق
الخطاب التحقيقي ، كلّ ذلك مع ذكر ما هو حقيقة في المخاطب
اسم الکتاب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء - ط الحديثة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 188