اسم الکتاب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء - ط الحديثة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 165
ثانيها
: ما يتعلّق
بالفعل وهو على أقسام :
أحدها
: المخيّر ، ولا
يخفى على من تتبّع حال الأوامر والخطابات العاديّة والعرفيّة في كلّ لغة وعلى كلّ
لسان أنّها إمّا أن يكون المطلوب فيها نوعاً خاصّاً ؛ لعدم حصول المصلحة الباعثة
على الأمر إلا به ، وهذا هو المعيّن.
وقد يُراد فيه
أحد الأنواع من غير خصوصيّة [١] لتأدّيها بأحدها ، فهي متساوية في تأدية المصلحة ،
وخصوصيّاتها ملحوظة على وجه التخيير فلا خطاب تعيين ، ولا تعلّق له بكلّ دائرٍ بين
آحاد الأنواع وذلك غير خفيّ ، وهذا هو المخيّر.
ولعدم إرادة
الخصوصيّة فيه ، كان من تعمّد قسماً من كلّ أو جزءٍ ففعل وقصد غيره كقصر وتمام ،
وظهر وجمعة ، وتشهّد أوّل وأخير ، وحمد وتسبيح وسورة ونحو ذلك ، ما فعله صحيح.
وليس منه آحاد
أفراد النوع ؛ لعدم مطلوبيّتها ، وإجمالها في نفسها ، أو باعتبار سعة الزمان من
غير ملاحظة لأجزائه ؛ إذ لا تعلّق للخطاب بها ، لإجمالها وعدم إمكان تصوّرها ؛
لعدم إمكان الإحاطة بها إلا على نحو التبعيّة كالمقدّمة ، فإنّها على ذلك النحو ،
وهو الموسّع ، فيفارق المخيّر بذلك ، وبأنّ التخيير فيه زمانيّ لا فعليّ.
ثانيها
: المرتّب ، وهو
ظاهر لمن تأمّل في الخطابات العرفيّة والعاديّة ، فإنّه قد تتعلّق المصلحة بإيجاد
أنواع متعدّدة على نحو لزوم الإتيان بأحدها أوّلاً إن أمكن ، ثمّ بغيره بعد تعذّره
أو تعسّره ، فهي مشتركة في الوقت وحصول مصلحته بإيجادها على نحو المخيّر ، غير
أنّه يفارقه باعتبار الترتيب ، حتّى لو أتى به لا على وجه الترتيب وقع فاسداً.
وبذلك يفترق عن
المعيّن وعن الفوريّ والموسّع ؛ لأنّه [٢] ترتيب في الأفعال خالٍ عن التخيير فيها ، وعن التعيين [٣] والترتيب [٤] في أجزاء
الزمان ، ويترتب عليه الفساد