responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء - ط الحديثة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 146

مقامهما ؛ بخلاف الإيقاعات.

وقد تتداخل أبحاثها بعض في بعض لجهة جامعة بينها في مواضع كثيرة تعلم بالاستقراء. فجملة مباحث الفقه مقصورة على أقسام أربعة.

البحث الثاني

أنّه قد علم من تتبّع السير والآثار والنظر في الطريقة المستمرّة [١] على مرور الدهور والأعصار ، أنّ كلّ من عنى بتفهيم المعاني الكثيرة الدوران لعامّة آحاد نوع الإنسان ، أو لخصوص صنفٍ منه كائناً من كان التزم بوضع المباني لتلك المعاني ؛ لكثرة حصول الإجمال في المجازات ، وتحمّل المئونة بنصب القرائن ، وخفائها في أكثر الأوقات.

ولذلك أُمر آدم بوضع الأسماء ، والتزم الإباء بوضع الأعلام للبنات والأبناء ، وأرباب العلوم بجملتها عقليّتها ونقليّتها بوضع الأسماء للمعاني المتكرّرة في مصنّفاتهم المتكثرة الدوران في مناظراتهم ومخاطباتهم ، وأهل الصنائع في متعلّقات صنائعهم ، وذوو الأعمال في ما يتعلّق بعمالتهم ، والأُمراء في متعلّق إمارتهم ، والأنبياء والأوصياء في متعلّق نبوّتهم وإمامتهم.

ومن سلك جادّة الإنصاف علم أنّ الشارع أولى وأحرى بمراعاة الحكمة في رفع التعب ودفع الاشتباه عن رعيّته ، والمعتنين باتّباع أمره وسماع كلمته بوضع ألفاظ مبتدئة حين البناء على إظهار الشريعة ، لكلّ ما يكثر دورانه من حجّ أو صلاة أو صوم أو زكاة أو نبوّة أو إمامة أو قضاء أو خطبة أو حكومة أو إيمان أو إسلام أو كفر ونحوها.

وكيف يخطر في البال أو يجري في الخيال أنّ الشارع مع زيادة شفقته وكثرة لطفه بالرعيّة ، وشدّة عنايته ونهاية حكمته لا يلحظ ما يلحظه التاجر في تجارته ، والصانع في صناعته.

فثبوت الحقيقة الشرعيّة ، مع الدخول في الأوضاع الابتدائيّة ، غنيّ عن الاستدلال ،


[١] في «ح» المشهورة.

اسم الکتاب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء - ط الحديثة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 146
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست