ومن قتل حُجراً
وأصحابه بعد أن أعطاهم العهود والمواثيق ، وقتل عمرو بن الجموح [١] حامل راية
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي أبلت العبادة وجهه ، بغير جرم ؛ إلا خوف أن ينكروا
عليه منكراً ، وغير ذلك [٢].
وأمّا
عائشة : فهي التي خرجت إلى قتال عليّ عليهالسلام ومن معه من الأنصار والمهاجرين بعد أن بايعه المسلمون ،
وخالفت الله تعالى في قوله (وَقَرْنَ فِي
بُيُوتِكُنَّ)[٣] فخالفت أمر الله ، وهتكت حجاب رسول الله ، وتبرّجت في
جيش عظيم ، واعتلّت بدم عثمان ، وليست هي وليّة الدم ، ولا لها حكم الخلافة ، مع
أنّها من ؛ [٤] أكبر المؤلّبين على قتل عثمان ، وكانت تقول : اقتلوا
نعثلاً قتله الله [٥] ولمّا بلغها قتله فرحت بذلك.
فلمّا بايعوا
عليّاً عليهالسلام أسندت القتل إليه ، وقامت تطالب بدمه ، لبغضها عليّاً عليهالسلام ، وتبعها على ذلك ما يزيد على ستّة عشر ألفاً ، حتّى
قتل الأنصار والمهاجرين ، وقد قال الله تبارك وتعالى (وَمَنْ يَقْتُلْ
مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ)[٦].
وقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من أعان على قتل مؤمن ولو بشطر كلمة لقي الله يوم
القيامة مكتوباً على وجهه أيس من رحمة الله» [٧]. وهذا نصّ في الشمول لكاتب الوحي ، وأُمّ المؤمنين.
[١] والظاهر أنّه
تصحيف من عمرو بن الحمق لأنّ عمرو بن الجموح استشهد يوم أحد. راجع أسد الغابة ٤ :
٩٣ ، ١٠٠ ، ١٠١.
[٢] البداية
والنهاية ٨ : ٥٢ ، الكامل في التاريخ ٣ : ٣٣٤ ، تاريخ الطبري ٣ : ٢٢٠ ، ٢٢١ ، مروج
الذهب ٣ : ١٢.