وكان عليهالسلام أخشن الناس مأكلاً وملبساً ، قال عبيد الله بن أبي رافع
: دخلتُ عليه يوم عيد ، فقدّموا جراباً مختوماً ، فوجدنا خبز الشعير فيه يابساً
مرضوضاً ، فأكل وختم ، فقلت : يا أمير المؤمنين لِم تختمه؟! فقال : «خفت هذين
الولدين يعني الحسنين أن يلتّاه بسمن أو زيت» [٣].
وكان ثوبه
مرقوعاً بجلد تارة وبليف أُخرى ، وكان يلبس الكرابيس الغليظة ، فإذا وجد كمّه
طويلاً قطعه بشفرة ولم يخطه ، وكان لا يزال متساقطاً على ذراعيه ، حتّى يبقى سُدى
بلا لحمة.
وكان يأتدم
بخلّ وملح إن ائتدم ، فان ترقّى عن ذلك فببعض نبات الأرض ، فإن ارتفع عن ذلك فبشيء
من ألبان الإبل ، ولا يأكل إلا قليلاً. وكان عليهالسلام يقول : «لا تجعلوا بطونكم مقابر للحيوانات» [٤].
وهو الذي طلّق
الدنيا ثلاثاً ، وكانت الأموال تجيء إليه ممّا عدا الشام فيفرّقها ويمزّقها ويقول
: