وفي القوّة
يضرب به المثل ، قال ابن قتيبة : ما صارع أحداً إلا صرعه [٢] ، وهو قالع
باب خيبر [٣] ، وقالع هبل من أعلى الكعبة [٤] ، وقالع
الصخرة العظيمة فخرج الماء من تحتها [٥].
وله من المواقف
الكريمة والمشاهد العظيمة في الغزوات في زمن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وبعده ما تحير به الأذهان ، وما يستحيل صدوره من سائر
أفراد الإنسان.
منها : غزوة
بدر ، بعد ثمانية عشر شهراً من قدومه إلى المدينة ، وروى الواقدي أنّ القتلى فيها
من المشركين تسعة وأربعون ، تفرّد عليّ عليهالسلام بثمانية عشر ، وشارك في أربعة منهم [٦]. ونقل علماء
العامّة والخاصّة : أنّ القتلى أكثر من ذلك ، وأنّه عليهالسلام قتل ستّة وثلاثين منهم من الأبطال ، وأسماؤهم مرسومة في
كتب التواريخ [٧].
ومنها : غزوة
أُحد ، وكان عمره عليهالسلام أقلّ من تسع وعشرين سنة ، وفيها قُتل حمزة. قالوا : وقد
فرّ المسلمون إلا ثلاثة ؛ أوّلهم عليّ عليهالسلام[٨] ، وقيل : بل فرّوا جميعاً سوى عليّ عليهالسلام[٩].
ونقل أرباب
المغازي : أنّ القتلى من المشركين اثنان وعشرون رجلاً ، وقتل