اسم الکتاب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء - ط الحديثة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 105
ورُوي عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال أقضاكم عليّ عليهالسلام[١]. وإذا أردت بيان فضائله على التفصيل وحصر عددها فقد طلبت محالاً ، كما
أذنت به الرواية السابقة [٢] ؛ لكن نُشير إلى بعضٍ منها.
وما أحسن قول
الشافعي في هذا الباب ، حيث قيل له : صف لنا عليّاً عليهالسلام ، فقال : ما أقول في رجل أخْفَتْ أعداؤه مناقبه حسداً ،
وأولياؤه خوفاً ، وظهر من بين ذين وذين ما ملأ الخافقين» [٣].
ولقد أجاد ابن
أبي الحديد المعتزلي حيث قال : ما أقول في رجل أقرّ له أعداؤه بالفضل ، ولم يمكنهم
جحود مناقبه ، ولا كتمان فضائله ، وقد علمت أنّه استولى بنو أُميّة على سلطان
الإسلام في شرق الأرض وغربها ، واجتهدوا بكلّ حيلة أن يطفئوا نوره ، والتحريف عليه
، ووضع المعايب والمثالب له ، ولعنوه على جميع المنابر ، وتوعّدوا مادحيه ، بل
حبسوهم وقتلوهم ، ومنعوا رواية حديث يتضمّن له فضيلة أو يرفع له ذكراً ، حتّى
منعوا أن يُسمى أحد باسمه ، فما زاده ذلك إلا رفعة وسموّاً ، كالمسك كلّما سُتر
انتشر عرفه ، وكلّما كُتم تضوّع نَشرُه ، وكالشمس لا تُستر بالراح ، وكضوء النهار
إن حجبت عنه عين واحدة أدركته عيون كثيرة أُخرى.
وما أقول في
رجل تُعزى إليه كلّ فضيلة ، وتنتمي إليه كلّ فرقة ، وتجاذبه كلّ طائفة ، فهو رأس
الفضائل وينبوعها وأبو عذرها ، وسابق مضمارها ، ومجلّي حليتها ، كلّ من بزغ فيها
فمنه أخذ ، وله اقتفى ، وعلى مثاله احتذى وانتهى [٤].
وإن أردت تفصيل
بعض فضائله : فأوّلها : الإخبار بالمغيبات ، وهو القائل سلوني قبل أن تفقدوني ،
فوالله لا تسألوني عن فئة تضلّ بآية وتهتدي بآية ، إلا نبّأتكم بناعقها