اسم الکتاب : شرح ملا جامي على متن الكافية في النحو المؤلف : الجامي، عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 16
(الكلمة)
(الكلمة) قيل: هي و الكلام مشتقان[1] من الكلم-
بتسكين اللام-: و هو الجرح، لتأثير معانيهما[2] في النفوس[3] كالجرح، و قد
عبر بعض الشعراء[4] عن بعض تأثيراتهما بالجرح حيث قال
[1] الاشتقاق رد كلمة إلى أخرى لتناسبهما في
اللفظ في المعنى، و المشهور المناسبة المعنوية أن يدخل معنى المشتق، منه في المشتق
و يعلم من هذا الكلام أنه يكفي في الاشتقاق أن يكون معنى المشتق منه لازما، المعنى
المشتق، أو يكون لازما للأول كاشتقاق الكلمة و الكلام من الكلم، يعني: الكلم الجرح
و هو غير لازم للكلمة و لكلام (عصام جلبي).
[2] و تتأثر النفس بها، كما أن الجرح يؤثر في
النفس بإلا بلام تؤثر به النفس. (وجيه الدين).
[3] أي: يعلم منه أن بعض تأثيراتها إحداها لا
جميع تأثيراتها. (وجيه).
[4] قوله: (و قد عبر بعض الشعراء) قال الشارح
الكازروني: قائله أمير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي اللّه عنه، و لم يبلغ ذلك
الشارح، و لو بلغه لم يرض بأن يعبر عنه ببعض الشعراء.
قال المصنف: الكلمة، أقول: إن الكلمة لغة تطلق
و يراد بها الكلام التام، كقوله تعالى: وَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا [التوبة:
40] و قد تطلق على الشهادتين فيقال: كلمة الشهادة و قد تطلق على قوله: لا إله إلا
اللّه، كما يقال: كلمة التوحيد و كلمة الإخلاص و قد تطلق على ما ذكره المصنف على
القصيدة كما يقال هذه كلمة الحويدة، و اصطلاحا تطلق على ما ذكره المصنف.
فإن قيل: فحينها حقه أن يقال: هذه صطلاحا؛
لأنها قد يكون لغة الكلم و الجمل، قلت: نعم إلا أنه تركه ذلك لاعتماده على كلامه
في العلم الاصطلاحي، و أنت تعلم أن كان للفظ معنى بحسب الاصطلاح، و له معنى آخر
بحسب اللغة، و أرد أهل الاصطلاح أن يفسروا هذا بحسب الاصطلاح فيكون التعرض له من
غير تقيد بالاصطلاح.
اسم الکتاب : شرح ملا جامي على متن الكافية في النحو المؤلف : الجامي، عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 16