خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ. [1]
و قد تقتضي مع ذلك معنى السببيّة [2] و ذلك غالب فيما إذا كان المعطوف جملة أو صفة، كقوله تعالى: فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ [3] و لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ* فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ* فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ. [4]
ثُمّ:
معناها الجمع الترتيبي بمهلة، كقوله تعالى: فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ. [5]
حتّى:
معناها الجمع الغائي، [6] نحو قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: «إنّ طالب العلم ليستغفر له كلّ شىء حتّى حيتان البحر». [7]
و لمعطوفها ثلاث خصوصيات:
أحدها: أنّه يكون ظاهراً لا مضمراً و لا يكون جملة.
ثانيها: أنّه يكون بعضاً من المعطوف عليه أو جزءاً أو كالجزء منه.
ثالثها: أنّه يكون غاية لما قبلها في الزيادة أو النقص. كقول الشاعر:
45.
«قهرناكم حتّى الكماة فأنتم
تهابوننا حتّى بنينا الأصاغرا» [8]
أو:
معناها تعلّق الحكم بأحد المتعاطفين أو المتعاطفات، نحو: «جاء زيد أو عمرو».
و تستعمل في موارد، منها:
[1] . الانفطار (82) : 7.
[2] . أي: سببيّة المعطوف عليه لتحقّق المعطوف.
[3] . القصص (28) : 15.
[4] . الواقعة (56) : 52- 54.
[5] . الحج (22) : 5.
[6] . و المراد من «الجمع الغائي» هو الجمع بين المعطوف و المعطوف عليه، مع الدّلالة على أنّ المعطوف هو الغاية في الحكم رفعة أو خِسَّة.
[7] . بحار الأنوار، ج 1، ص 172.
[8] . لم يسمّ قائله، شرح شواهد المغني، ج 1، ص 373.