اسم الکتاب : الإيضاح في علوم البلاغة، المعاني و البيان و البديع المؤلف : خطیب قزوینی الجزء : 1 صفحة : 133
الثّالث: قد تستعمل هذه الأفعال غير «ليس» و «مافتئ» و «مازال» تامةً فتستغني عن الخبر و تكتفي بمرفوعها في إفادة المعنى، و حينئذٍ «كان» بمعنى «حصل» و «ظلّ» بمعنى «استمرّ» و «بات» بمعنى «نزلليلًا» و «أمسى» بمعنى «دخلفي المساء» و «أصبح» بمعنى «دخلفي الصباح» و «أضحى» بمعنى «دخلفي الضحى» و «صار» بمعنى «انتقل» و «انفكّ» بمعنى «انفصل» و «برح» بمعنى «ذهب» و «دام» بمعنى «بقي»، كقوله تعالى:وَ إِنْ
كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ[1]وفَسُبْحانَ
اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تُصْبِحُونَ[2]وخالِدِينَ
فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ[3]وإِلَى
اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ.[4]
الرّابع: قد تأتي بعض الأفعال الناقصة بمعنى «صار» أيضاً،[5]و هي: «كان»، «أصبح»، «أمسى»، «أضحى»، «بات» و «ظلّ»، كقوله تعالى:وَ فُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً* وَ سُيِّرَتِ
الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً[6]وفَأَلَّفَ
بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً[7]ووَ إِذا
بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَ هُوَ كَظِيمٌ[8]و قول أروى بنت عبد المطلب:
[5] . ذهب بعض النحاة منهم
الأُشموني إلى أنّ هذا الاستعمال كثير، و قال: زعم الزمخشري أنّ «بات» ترد أيضاً بمعنى «صار» و لا حجّة له على ذلك. (راجع: شرح
الأشموني، ج 1، ص 230)