نستطيع هنا بعد الدراسة السابقة أن نلخص لك مباحث علم المعانى فى
أمرين اثنين:
الأول أنه يبيّن لك وجوب مطابقة الكلام لحال السامعين و المواطن التى
يقال فيها، و يريك أن القول لا يكون بليغا كيفما كانت صورته حتى يلائم المقام الذى
قيل فيه، و يناسب حال السامع الذى ألقى عليه، و قديما قال العرب: لكل مقام مقال.
فقد يؤكد الخبر أحيانا كما علمت، و قد يلقى بغير توكيد، على حسب حال
السامع من جهل بمضمون الخبر أو تردد أو إنكار. و مناهضة هذا الأصل بلا داع نشوز
عما رسم من قواعد البلاغة. انظر إلى قوله تعالى فى شأن رسل عيسى عليه السّلام حين
بعثهم إلى أهل أنطاكية:
[1]شعب بوان: موضع عند شيراز، كثير الشجر و المياه
و يعد من جنان الدنيا.
[2]الجنة: الجن، جعل الشعب لغرابة مناظره كأنه
منزل للجن، و يقول: إن لغة أهله بعيدة عن الأفهام حتى لو أتاهم سليمان مع علمه
بلغات الجن لاحتاج إلى من يترجم له.
[3]طباه: دعاه و استماله، و الحران فى الدابة: أن
تقف مكانها فلا تبرح.
اسم الکتاب : البلاغة الواضحة، البيان و المعاني و البديع للمدارس الثانوية المؤلف : علی جارم الجزء : 0 صفحة : 258