اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحو البصريين و الكوفيين المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 284
48 مسألة [هل يجوز ترخيم المضاف بحذف آخر
المضاف إليه؟][1]
ذهب الكوفيون إلى أن ترخيم المضاف جائز، و
يوقعون الترخيم في آخر الاسم المضاف إليه، و ذلك نحو قولك «يا آل عام» في يا آل
عامر، و «يا آل مال» في يا آل مالك، و ما أشبه ذلك. و ذهب البصريون إلى أن ترخيم
المضاف غير جائز.
أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا: الدليل على
أن ترخيم المضاف جائز أنه قد جاء في استعمالهم كثيرا، قال زهير بن أبي سلمى:
[218]
خذوا حظّكم يا
آل عكرم و احفظوا
أواصرنا و
الرّحم بالغيب تذكر
[218] هذا البيت من كلام زهير بن أبي سلمى
المزني، و قد استشهد به سيبويه (1/ 343) و ابن يعيش في شرح المفصل (ص 185) و الرضي
في شرح الكافية (1/ 136) و شرحه البغدادي في الخزانة (1/ 373) كما استشهد به
الأشموني (رقم 916) و المؤلف في أسرار العربية (ص 96) و قوله «خذوا حظكم» هو هكذا
في كتاب سيبويه و في شرح الكافية و الخزانة، و ورد في شرح المفصل و كتب المتأخرين
«خذوا حذركم» و قوله «يا آل عكرم» أراد بني عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان، و
الأواصر: جمع آصرة، و هي كل ما يعطفك على آخر و منها الرحم، و مزينة قوم زهير و آل
عكرمة بن خصفة كلاهما من مضر، يقول: خذوا حظكم من مودتنا و مسالمتنا، و كانوا قد
اعتزموا غزو قومه. و الاستشهاد بالبيت في قوله «يا آل عكرم» فإن «آل عكرم» مركب
إضافي، و قد رخمه بحذف آخر المضاف إليه؛ فإن أصله «يا آل عكرمة» فحذف التاء، و قد
استدل الكوفيون بهذا البيت و أمثاله على أنه يجوز ترخيم المركب الإضافي المنادى
بحذف آخر المضاف إليه، لأن المضاف و المضاف إليه بمنزلة الشيء الواحد، و الحذف من
آخر الثاني مع أن المنادى هو الأول كأنه حذف من آخر الاسم-
[1] انظر في هذه المسألة: شرح الأشموني مع
حاشية الصبان (3/ 150 بولاق) و تشريح الشيخ خالد الأزهري (2/ 232) و أسرار العربية
للمؤلف (ص 96) و شرح ابن يعيش على المفصل (ص 185) و شرح الكافية (1/ 136).
اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحو البصريين و الكوفيين المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 284