responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحو البصريين و الكوفيين المؤلف : ابن الأنباري    الجزء : 1  صفحة : 256

يلحق الاسم الأول منهما؛ لأن الثاني يتنزل منزلة بعض حروفه، و كذلك عرّفت العرب الاسم المركّب، قال ابن أحمر:

[193]

تفقّأ فوقه القلع السّواري‌

و جنّ الخازباز به جنونا

 

فقال «الخازباز» فأدخل الألف و اللام على الاسم الأول، و لم يكرّره فيقول «الخازالباز» و لم يحك ذلك عنهم في شعر و لا في كلام، و الخاز باز هاهنا: أراد به صوت الذباب، و يقال «جنّ الذّباب» إذا طار و هاج، و قيل: المراد بالخازباز نبت، كما قال الشاعر:

[194]

رعيتها أكرم عود عودا

الصّلّ و الصّفصلّ و اليعضيدا

 

[193] هذا بيت من الوافر، و قد أنشده ابن منظور (ف ق أ- ق ل ع- خ و ز) و نسبه لعمرو بن أحمر، و أنشده موفق الدين بن يعيش في شرح المفصل (ص 570) و أنشده رضي الدين في باب المركبات من شرح الكافية، و شرحه البغدادي في الخزانة (3/ 109) و تقول «تفقأ الدمل و القرح، و تفقأت السحابة عن مائها» أي تشققت، أو تبعجت بمائها. و «القلع» بفتح القاف و اللام جميعا، و آخره عين مهملة- قطع من السحاب كأنها الجبال، واحدته قلعة- بالتحريك- و يقال: القلعة من السحاب التي تأخذ ناحية من السماء، و السواري: جمع سارية، و أراد بها ههنا السحابة التي تأتي ليلا، و الخازباز: ضرب من النبات، و جنونه:

طوله و سرعة نباته، و يقال: الخازباز ههنا: نوع من ذباب العشب يطير في الربيع يدل على خصب السنة، و جنونه: هزجه و طيرانه، قال ابن منظور «و الخازباز ذباب، اسمان جعلا واحدا، و بنيا على الكسر، لا يتغير في الرفع و النصب و الجر، قال عمرو بن أحمر:

* تفقأ فوقه القلع السواري الخ*

 

و سمى الذبان به- و هما صوتان جعلا واحدا- لأن صوته خازباز، و من أعربه نزله بمنزلة الكلمة الواحدة فقال خازباز (برفع آخره) و قيل: أراد النبت، و قيل: أراد ذبان الرياض، و قيل: الخازباز حكاية لصوت الذباب فسماه به» اه، و الاستشهاد به في قوله «و جن الخازباز» حيث أدخل عليه الألف و اللام و تركه على بنائه كما تقول «الخمسة عشر» فتدخل عليه الألف و اللام و هو على حاله من البناء.

[194] هذه أبيات من الرجز المشطور، و قد رواها كلها ابن منظور على ترتيب ما رواه المؤلف ههنا (خ و ز) و موفق الدين بن يعيش في شرح المفصل (ص 569) و الصل، و الصفصل، و اليعضيد، و الخازباز: كلها أسماء من أسماء النبات، و السنم- بفتح السين و كسر النون- العالي المرتفع، يريد طول النبات الذي أرعاه إبله، و المجود: اسم مفعول من «جاده الغيث يجوده» إذا أصابه منه الجود- بفتح فسكون- و هو القوي الشديد من المطر، و عامر و مسعود: راعيان، و كنى بقوله «بحيث يدعو عامر مسعودا» عن طول النبات طولا يواري كل راع منهما عن الآخر، فلا يعرف أحدهما مكان صاحبه حتى يدعوه فيسمع صوته فيعرف مكانه، و الاستشهاد بالأبيات للدلالة على أن «الخازباز» نبت، و هو ظاهر من قوله إنه أرعاه إبله.

اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحو البصريين و الكوفيين المؤلف : ابن الأنباري    الجزء : 1  صفحة : 256
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست