ولد العالم الجليل و الفقيه النبيل، بديع زمانه و نادرة أوانه، الشيخ زين الدين بن
علي بن أحمد العاملي الشامي المعروف بالشهيد الثاني، أفاض الله على روحه المراحم
الربانية و أسكنه في جنانه العلية، في يوم الثلاثاء ثالث عشر شهر شوّال سنة 911، و
استشهد في شهر رجب سنة 965.
قال في وصفه
المحقّق التستري صاحب المقابس:
أفضل
المتأخّرين و أكمل المتبحّرين، نادرة الخلف و بقيّة السلف، مفتي طوائف الأمم و
المرشد إلى التي هي أقوم، قدوة الشيعة و نور الشريعة، الذي قصرت الأكارم الأجلّاء
عن استقصاء مزاياه و فضائله السنيّة، و حارت الأعاظم الألبّاء في مناقبه و فضائله
العلية المؤيّد المسدّد بلطف الله الخفيّ و الجليّ. و له كتب و رسائل كثيرة فآخره
مهذّبه في فنون مختلفة و مطالب متشعّبة.[2].
تتلمذ
الشهيد الثاني على عدد كبير من علماء عصره من الخاصّة و العامّة في مختلف العلوم،
منهم: والده عليّ بن أحمد، و الشيخ عليّ بن عبد العالي الميسي، و السيد بدر الدين
حسن ابن السيد جعفر الأعرجي الحسيني الكركي، و المحقّق الفيلسوف شمس الدين محمّد
بن مكّي، و شهاب الدين أحمد الرملي الشافعي، و الشيخ أبو الحسن البكري، و شمس
الدين ابن
[1]
نقلنا ترجمته (قدس سرّه) من مقدّمة «غاية المراد» ملخّصا.