قال
رحمهالله : وكذا لو رمى طائرا ثمَّ ارتد فأصاب
مسلما ، قال الشيخ : لم يعقل عنه المسلمون من عصبته ولا الكفار ، ولو قيل : يعقل
عنه عصبته المسلمون كان حسنا ؛ لأن ميراثه لهم على الأصح.
أقول
: وجه اختيار
الشيخ انه رمى وهو مسلم فلا يعقل عنه [١٦٥] الكفار ، وأصاب وهو كافر فلا يعقل عنه [١٦٦] المسلمون وما
استحسنه المصنف هو اختيار فخر الدين ، لما قاله المصنف وهو المعتمد.
وهذا آخر ما
قصدنا إيراده في هذا الكتاب والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله
الطاهرين ، وأنا التمس من أولي الأذهان الصافية ، والعقول الوافية من أهل العلم
والاعتراف النظر اليه بعين الانصاف ، وإصلاح ما يتحققونه غلطا لا يقبل التأويل ،
فإني في زمان يستكثر فيه القليل ، ويرضى منه باليسير دون الجليل ، ومع هذا فمن نظر
الى كتابي هذا بعين الفكر والاعتبار ، وأعرض عن التقليد لأهل الفضل والاشتهار ،
واتبع قول أمير المؤمنين عليهالسلام : « لا تنظر الى من قال وانظر الى ما قال ، فان الرجال
تعرف بالحق ولا يعرف الحق بالرجال » عرف فضل هذا الكتاب على ما سواه ، وأنه لم
يسبق الى مثل إيجاز لفظه وبسط معناه ، واتخذه كنزا يرجع عند الحاجة اليه ، ويعول
في المهمات عليه ؛ لأنه اشتمل على تفصيل مجملات ، وإيضاح مشكلات ، وفتق مرتقات ،
وفروع وتنبيهات ، لم تنهض بها المطولات ، وقصرت عنها المقصورات ، فاسأل الله أن
يتقبله بأحسن قبول ، ويبلغ فيه المأمول ، فإنه تعالى بفضله يقبل اليسير ، ويجازي
عليه بالكثير ، ولنقطع الكلام حامدين لله رب العالمين ، ومصلين على