قال
رحمهالله : وحكم الطفل المسبي حكم أبويه فإن
أسلما أو أسلم أحدهما تبعه الولد. ولو سبي منفردا ، قيل : يتبع السابي في الإسلام.
أقول
: الطفل لا يخلو من ثلاثة أحوال : إما أن يسبى مع أبويه ، أو مع أحدهما ، أو
منفردا.
الأول : أن
يسبى معهما ، وهذا لا خلاف في أنه يتبعهما في الكفر والإسلام ، فإن أسلم أحدهما
دون الآخر تبع المسلم منهما.
الثاني : أن
يسبى مع أحدهما خاصة ، قال الشيخ رحمهالله : إنه يتبع أحد أبويه في الكفر ، فلا يتوهم أحد أنه
يتبع أحد أبويه في الكفر مع إسلام الآخر ، فإن هذا لا يقول به أحد ، إذ لا خلاف في
أن الطفل يتبع أحد أبويه في الإسلام ، سواء كانا معه أو فرق بينه وبينهما ، وإنما
مراد الشيخ : أنه لو بقي المسبي معه على الكفر مع كفر غير المسبي كان حكمه حكمه ،
وهذا القول لازم لكل من قال بأنه لو سبي منفردا لم يتبع السابي في الإسلام ، وإنما
يتوجه الإشكال على القول بأنه إذا سبي منفردا تبع السابي في الإسلام.
إذا عرفت هذا
فنقول : يحتمل عدم الحكم بإسلامه مع عدم إسلام أحد