الحمد لله الذي
هدانا للإسلام ، وأنعم علينا بالتكليف المؤدي إلى دار السلام ، التي يشارك [١] فيها الباري
في الدوام ، أحمده حمد معترف بالإنعام ، وأشكره في حالتي العافية والأسقام ، وصلّى
الله على محمد وآله الكرام ، صلاة تتعاقب عليهم تعاقب الأيام ، والشهور والأعوام ،
ما أضاء صبح ودجى حندس الظلام.
أما بعد : فان
علم الفقه مما تمس الحاجة اليه وواجب [٢] ، لتوقف تمام نظام النوع عليه ، وقد صنف فيه العلماء
المتقدمون ، والسلف الماضون (عليهم رحمة الله ورضوانه) ، كتبا متعددة مطولات ،
وأخرى متبددة مقتصرات ، ولم يتركوا شيئا مما يحتاج اليه من الفتوى والروايات ، فمن
أفصح ما نهضت به إفهامهم ، وانقح ما جرت فيه أقلامهم ، كتاب «شرائع الإسلام في
معرفة الحلال والحرام» تصنيف الإمام الأكرم ، والفقيه الأعظم ، عين الأعيان ،