responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الحسيني- الرسالة الوسواسية المؤلف : حسين بن عبد الصمد عاملى    الجزء : 1  صفحة : 9

و يقصد أيضا النظر إلى وجوه من بحضرته من طلاب العلم فقد رويت أن النظر إليهم عبادة و يقصد استفادة بعض المسائل منهم فإن ذلك من أفضل الأعمال و على هذا النهج و بهذا يصير أفعال المولى بلغه اللّٰه آمله و حركاته و سكناته كلها عبادة و ينال سعادة الآخرة كما نال سعادة الدنيا من كرم اللّٰه تعالى هذا و أمثاله و ما يأتي مما رقمناه في هذه الرسالة و ما ذكره العلماء من العلوم و الأعمال و السنن و الآداب إنما هو قطرة من بحار آثار الصادقين المعصومين صلوات اللّٰه عليهم أجمعين فهو أدام اللّٰه نصره و أعلى أمره أحق بالعمل به منا [1]


[1] نقل كلام من علامة النجفي كاشف الغطاء رحمه اللّٰه يناسب المقام قال في مقدمات كشف الغطاء: البحث الرابع و الخمسون في أن الاحتياط في الجواز و الحرمة و الطهارة و النجاسة لا يجري في الأمور العامة لترتب الحرج على الخطاب بها و إن كان ندبيا و يرشد إلى ذلك في القسم الأول النظر إلى حال الحبوب من حنطة شعيرة و ذرة و أرز و نحوها و إلى حال الملبوس و المفروش من القطن و الكتان و الحرير و حال الصوف و الوبر و الشعر و إلى حال اللحوم و الشحوم و الأدهان من الحيوانات الأهلية فإن إباحتها موقوفة على سلامة سلسلة الأصول من يوم ابتداء الخلق إلى زمان الانتفاع من دخول غصب أو حرمان إرث أو تعلق زكاة أو خمس و نحو ذلك و في الحيوانات بسلامة الأمهات كك و مما يرشد إلى غير ذلك استمرار سيرة الأجلاء و الأولياء من أصحاب النبي و الأئمة عليهم السلام و جميع أهل الإسلام على استعمال الدراهم المسكوكة بسكة حكام الجور من خاصة أموالهم و على أخذ أموال الأعراب و ركوب إبلهم خصوصا في طريق الحجاز و التصرف في أدهانهم و ألبانهم فمن تطلب الحلال الواقعي بأخذ البذر من بلاد الكفار الحربيين و أراد حصول العلم فقد ضيق على نفسه و تعرض للإتيان بما لم يسبق به نبي أو وصي أو عالم ورع تقي ثم إنه قد طلب محالا لأنه كيف يعلم أنه في تضاعيف الطبقات من مبدأ خلق الأصول لم يدخل غصب من مال معصوم من أن أموال المسلمين لم تزل نهبا في أيدي الكفار و لو أن مثل هذه الأمور يكون لها رجحان و وجه مقبول ما خلت عنه الأخبار و لظهر منه أثر في الآثار و لم يغفل عنه العلماء الأبرار من قديم الأعصار و في القسم الثاني من عدم تحاشي المسلمين من أيام النبي و الأئمة الطاهرين إلى يومنا هذا من استعمال السكر و العقاقير و الأقمشة المجتلبة من الهند و من المظنون بحيث يقارب القطع أنها مما تعملها الكفار و عدم التحاشي عما يصنع من الأدهان المتخذة من السمسم و نحوه و دبس التمر و العنب في مقام واحد برهة من الدهر و من البعيد جدا أن لا تصيب محله نجاسته في حين من الأحيان خصوصا يكون البعيد من السمسم فإنه لا يخلو عن فضلة الفار و نحو ذلك فمن تعاطى غسل الأقمشة الهندية إذا أراد لبسها و هجر استعمال البرغال و الجلد المسمى عند العجم بالصاغري و الأدهان الطيبة المجتلبة من بلاد الهند إلى غير ذلك طالبا للاحتياط كان آتيا بالمرجوح دون الراجح.

ثم أيضا قال رحمه اللّٰه: المقصد الحادي عشر في الوسواس الذي أمر الاستعاذة منه رب الناس في سورة الناس و هو عبارة عن إحالة في الإنسان تمنعه عن الثبات و الاطمينان و هو كالجنون لها فنون و منشؤه غلبة الوهم و اضطراب الفكر فقد يرى نفسه بأشد المرض و هو في كمال الصحة أو بأشد الخوف و هو في غاية الأمن و يرى عمله فاسدا و هو صحيح و غير فاعل بشي‌ء عند الفراغ من فعله و يرى الطاهر نجسا و الحلال حراما و بالعكس فيهما و يقع في المعاملات و إن كان معظم بلائه في العبادات و قد يقع في العقائد الأصولية فلا تطمئن إليها و في الدلائل الشرعية فلا يعتمد عليها و أقوى البواعث على حصوله عاليا في العبادات الرياء ثم يقوى و يتحكم فيتسلط عليه الشيطان و يرفع عنه الاطمينان و هو مرض عظيم قد ينتهي بصاحبه إلى الجنون إن وقع في العقائد أفسد الاعتقاد أو في المعاملات أو في العبادات أورث فيها الفساد فيكرر القول أو الفعل فيهما و لا يعين القصد بواحد منهما و إن تعلق بالبدن تمارض طول الزمن أو تعلق بسوء الظن أقام بين الخلق نائرة الفتن فيجب تصفيته منه و إبعاد الشيطان برفعه عنه هو من ذميم الصفات المعدودة عند العقل و الشرع من المحظورات و فيه مع قبحه في ذاته مفاسد عظيمة:

منها أنه حيث كانت عقيدته تصويب فعله و تخطئة فعل غيره ربما آل أمره إلى إنكار ضروري المذهب أو الدين فإن من الأمور الضرورية عدم ما أوجبه الوسواسية و منها القدح في أعمال سيد الأمة و جميع أفعال الأئمة و هذان الوجهان قاضيان بالخروج عن الإيمان و منها أنه يلزمه بالبناء على الحكم بوجوب فعله أو ندبه مثلا التشريع في الدين و الدخول في زمرة العاصين و منها أنه يتضمن غالبا سوء الظن بالمسلمين حتى ينجر إلى العلماء العاملين فيحكم بنجاستهم و بطلان عبادتهم و منها أنه لا يستقر له عزم أو نية على عمل خاص لأن تكريره لعبادته أو معاملته باعث على عدم صحة عزمه و نيته و منها أنه يكرر العمل في الصلاة فيدخل الفعل الكثير أو القول الماحي لصورة الصلاة أو الداخل في كلام الآدميين و إن كان من القرآن أو الذكر لتوجه النهي عنه لكونه وسواسا و منها أنه كثيرا ما يصدر منه حركات تمحو صورة العبادة و منها أنه كثيرا ما يدعو صاحبه إلى التجري على المعاصي بتأخير الفرائض عن أوقاتها لطول الاشتغال بمقدماتها أو الشك في أوقاتها أو إلى ترك كثير من الواجبات بطول الاشتغال ببعضها أو إلى كثرة التصرف بالماء حتى يئول إلى الإسراف أو حتى لا يرضى صاحب الحمام مثلا أو إلى تمريض البدن بكثرة مباشرة الماء و نحوه و منها أنه قد عبد الشيطان أو شركه في عبادة الرحمن و منها أنه قد شغل بوسواسه عن الإخلاص في العبودية و تدبر المعاني القرآنية و غير القرآنية انتهى كلامه رفع مقامه ..

مصحح: منقول از كتاب كيمياى سعادت أبو حامد غزالي

اسم الکتاب : العقد الحسيني- الرسالة الوسواسية المؤلف : حسين بن عبد الصمد عاملى    الجزء : 1  صفحة : 9
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست