اسم الکتاب : منتهى المطلب في تحقيق المذهب المؤلف : العلامة الحلي الجزء : 15 صفحة : 188
أهل الذمّة؛ لأنّ الذمّة أقوى حكما؛ و لهذا جوّزنا له أن ينبذ[1] العقد لأهل العهد مع خوف الخيانة دون
أهل الذمّة. و لأنّ الإسلام[2] يلزمه أن يدفع عن أهل الذمّة، و لا يلزمه الدفع عن ذي العهد الموقف.
مسألة: و للإمام أن يستعين
بأهل الذمّة على حرب أهل البغي،
و قال
الشيخ- رحمه اللّه- في المبسوط: ليس له ذلك[4]. و هو خلاف ما عليه
الأصحاب، و إنّما صار في هذا إلى تخريج الشافعيّ، فإنّه منع من ذلك، قال: لأنّ أهل
الذمّة يجوّزون قتل أهل البغي مقبلين و مدبرين، و ذلك لا يجوز[5]. و هو
ممنوع على ما يأتي من تفصيل الكلام فيه.
أمّا لو
استعان من المسلمين بمن يرى قتلهم مقبلين و مدبرين في موضع لا يجوز ذلك فيهم، لم
يجز إلّا بأمرين:
أحدهما:
ألّا يجد من يقوم مقامهم.
و الثاني:
أن يكون مع الإمام عدّة و قوّة متى علم منهم قتلهم مدبرين أمكنه كفّهم عنهم.
مسألة: و يجوز للإمام أن
يستعين على أهل الحرب بأهل الذمّة،
و قد مضى
ذلك، فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله استعار من صفوان سبعين درعا عام
الفتح،