اسم الکتاب : منتهى المطلب في تحقيق المذهب المؤلف : العلامة الحلي الجزء : 15 صفحة : 176
حقّ أريد بها باطل، لكم علينا ثلاث: أن لا نمنعكم مساجد اللّه أن
تذكروا اسم اللّه فيها، و لا نمنعكم الفيء ما دامت أيديكم معنا، و لا نبدؤكم
بقتال»
[1]. و قوله
عليه السلام: «ما دامت أيديكم معنا» يعني لستم منفردين.
الثالث: أن
يكونوا على المباينة بتأويل سائغ عندهم، بأن تقع لهم شبهة يعتقدوا عنها الخروج على
الإمام، فأمّا إذا لم يكن لهم تأويل سائغ و انفردوا و باينوا بغير شبهة، فهم قطّاع
الطريق حكمهم حكم المحاربين.
مسألة: و لا يشترط في كونهم
أهل بغي أن ينصبوا لأنفسهم إماما،
بل كلّ من
خرج على إمام عادل و نكث بيعته و خالفه في أحكامه، فهو باغ، و حكمه حكم البغاة،
سواء نصبوا إماما لأنفسهم أو لا؟
لنا: أنّه
قد ثبت لأهل البصرة و النهروان حكم البغاة مع عليّ عليه السلام إجماعا، و لم
يكونوا نصبوا إماما. و لأنّه تعالى أوجب قتالهم و لم يشترط[3] نصب الإمام[4].
مسألة: و الإمامة تثبت
عندنا بالنصّ،
و ليس
الطريق إليها الاختيار و لا الإجماع، بل لا تثبت إلّا بالنصّ من النبيّ صلّى اللّه
عليه و آله، كما نصّ على عليّ عليه السلام و الأئمّة من ولده الأحد عشر، و قد
بيّنّا ذلك في علم الكلام[5].
[1]
الأمّ 4: 217، سنن البيهقيّ 8: 171، المصنّف لابن أبي شيبة 8: 741 الحديث 50،
الحاوي الكبير 13: 102، المهذّب للشيرازيّ 2: 283، المجموع 19: 197.