responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 75

يفعل كلاما في جسم محتجب عن المكلم غير معلوم له على سبيل التفصيل فيسمع المخاطب الكلام و لا يعرف محله على سبيل التفصيل فيقال على هذا هو مكلم من وراء حجاب و قال الجبائي- وَ مٰا كٰانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللّٰهُ إِلّٰا وَحْياً بمثل ما يكلم به عباده من الأمر بطاعته و النهي لهم عن معاصيه و تنبيهه إياهم على ذلك من جهة الخاطر أو المنام و ما أشبههما و عنى بقوله أَوْ مِنْ وَرٰاءِ حِجٰابٍ أن يحجب ذلك الكلام عن جميع خلقه إلا من يريد أن يكلمه به نحو كلامه تعالى لموسى لأنه حجب ذلك عن جميع الخلق أولا و أما كلامه في المرة الثانية فإنه إنما أسمع ذلك موسى و السبعين الذين كانوا معه و حجب عمن سواهم و قال المرتضى المراد بالحجاب البعد و الخفاء يقال بيني و بينك حجاب أي أستبعد فهمك و يقال بيني و بينك هذا الأمر حجب و موانع و سواتر أي طريق مستبعد فيكون معنى الآية أنه لا يكلم البشر إلا وحيا بأن يخطر في قلوبهم أو بأن ينصب لهم أدلة تدلهم على ما يريده أو يكرهه منهم فيكون بذلك مخاطبا و جعل هذا الخطاب من وراء حجاب من حيث لم يكن مسموعا كما يسمع الخاطر و قول الرسول فصار الحجاب هاهنا كناية عن الخفاء و عبارة عما تدل عليه الدلالة و قال مجاهد- وَ مٰا كٰانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللّٰهُ إِلّٰا وَحْياً هو داود أوحى في صدره فزبر الزبور- أَوْ مِنْ وَرٰاءِ حِجٰابٍ و هو موسى أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا و هو جبريل أرسله إلى محمد ص-

و قال أمير المؤمنين ع احتجب عن العقول كما احتجب عن الأبصار و عمن في السماء احتجابه كما عمن في الأرض غيابه

و زعم الشعبي أنه سمع أمير المؤمنين ع رجلا يقول و الذي احتجب بسبع طباقا فعلاه بالدرة ثم قال له ويلك إن الله أجل من أي يحتجب عنه شي‌ء سبحان من لا يحويه مكان و لا يخفى عليه شي‌ء في الأرض و لا في السماء فقال الرجل أ فأكفر عن يميني قال لا لم تحلف بالله فيلزمك كفارة و إنما حلفت بغيره

فصل [في النفس]

3/ 28

قوله تعالى وَ يُحَذِّرُكُمُ اللّٰهُ نَفْسَهُ النفس الدم و منه نفست المرأة فهي نفساء و كل ما ليس له نفس سائلة و الروح أخرجوا أنفسكم و الأنفة يقال لفلان نفس و الإرادة نفسه في كذا قال الممزق‌

فباتت له نفسان شتى همومها

فنفس يعزيها و نفس يلومها

اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست