جاء عبد
الملك بن أبي العوجاء إلى الصادق ع فقال يا أبا عبد الله إن المجالس بالأمانات و
لا بد لكل من به سؤال أن يسأل فتأذن لي بالكلام فقال تكلم بما شئت فقال إلى كم
تدوسون هذا البيدر و تلوذون بهذا الحجر و تعبدون هذا البيت المرفوغ بالطوب و المدر
و تهرولون هرولة البعير إذا نفر من فكر فيها أو قدر علم أن هذا أسسه غير حكيم و لا
ذو نظر فقال ع إن يكن الأمر على ما تقول و ليس كما تقول نجونا و نجوت و إن لم يكن
الأمر على ما تقول و هو كما نقول نجونا و هلكت فقال ما قولي و قولهم إلا واحد فقال
ع كيف يكون ذلك و هم يقولون إن لهم معادا و ثوابا و عقابا و يدينون أن للسماء إلها
و أنها عمران و أنتم تزعمون أنها خراب فقال ما منعه أن يظهر لخلقه و يدعوهم إلى عبادته
حتى لا يختلف منهم اثنان و لم احتجب عنهم و أرسل إليهم الرسل فقال ع ويلك و كيف
احتجب عنك من أراك قدرته في نفسك و نشئك و لم تكن و كبرك بعد صغرك و قوتك بعد ضعفك
و ضعفك بعد قوتك و سقمك بعد صحتك و صحتك بعد سقمك و رضاك بعد غضبك و غضبك بعد رضاك
و حزنك بعد فرحك و فرحك بعد حزنك و حبك بعد بغضك و بغضك بعد حبك و عزمك بعد إبائك
و إبائك بعد عزمك و شهوتك بعد كراهتك و كراهتك بعد شهوتك و رغبتك بعد رهبتك و
رهبتك بعد رغبتك و رجاءك بعد يأسك و يأسك بعد رجائك و خاطرك بما لم يكن في وهمك و
غروب ما لم تكن معتقدة عن ذهنك و ما زال يعد عليه قدرته حتى ظننت أنه سيظهر.
57/ 3
قوله سبحانه هُوَ
الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ الآية-
سئل أمير
المؤمنين ع أين كان
اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب الجزء : 1 صفحة : 57