responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 52

معلوماتهم و قد يقال أعلم بمعنى أثبت فيما به يعلم فنحن من هذا نقول إن الله تعالى أعلم بأن الجسم حادث من الإنسان العالم به و كذلك كل شي‌ء يمكن أن يعلم متغايرا فالله تعالى عالم به على تلك الوجوه و إن خفي على الواحد منا بعضها و معنى بِمٰا فِي نُفُوسِكُمْ أي بما تضمرونه و تخفونه عن غيركم فالله أعلم به منكم و في ذلك غاية التهديد.

68/ 7

قوله سبحانه إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ المعنى أنه أعلم به ممن يعلمه لأنه يعلم من وجوه يخفى على غيره لأنه تعالى عالم بعلم ما كان و ما يكون و ما هو كائن إلى يوم القيامة و على جميع الوجوه التي يصح أن يعلم الأشياء عليها و ليس كذلك غيره لأن غيره لا يعلم جميع الأشياء و ما يعلمه لا يعلمه من جميع وجوهه و أما من هو غير عالم أصلا فلا يقال الله أعلم منه لأن لفظة أعلم يقتضي الاشتراك في العلم و زيادة لمن وصف بأنه أعلم و هذا لا يصح ممن ليس بعالم أصلا إلا مجازا أو لا يصح أن يقال هو تعالى أعلم بأن الجسم حادث من كل من يعلمه حادثا لأنه قد ذكر الوجه الذي يعلم منه و هو أنه حادث فإن أريد بذلك المبالغة في الوصف و أن هذه الصفة فيه أثبت من غيره جاز أن يقال فيه ذلك‌

فصل [في حدوث العلم]

قد تعلق من ذهب في حدوث العلم و أنه لا يعلم الشي‌ء قبل كونه بآيات منها أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لَمّٰا يَعْلَمِ اللّٰهُ الَّذِينَ جٰاهَدُوا مِنْكُمْ وَ يَعْلَمَ الصّٰابِرِينَ وَ مٰا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهٰا إِلّٰا لِنَعْلَمَ وَ مٰا كٰانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطٰانٍ إِلّٰا لِنَعْلَمَ وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّٰى نَعْلَمَ الْمُجٰاهِدِينَ مِنْكُمْ وَ الصّٰابِرِينَ الْآنَ خَفَّفَ اللّٰهُ عَنْكُمْ وَ عَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً- لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ قال لا يجوز أن يقول مثل ذلك و هو عالم به الجواب أنه لو لم يتقدم العلم بحالهم و حال ما كلفهم لقبح التكليف أصلا لأنه إنما يحسن من المكلف أن يأمر بما يعلم حسنه و إن المكلف يتمكن من فعله على الوجه الذي كلفه فكيف يصح مع هذا أن يكون علمه بحالهم حادثا بعد التكليف و عند فعلهم ما كلفوا على أن ليس في ظواهر الآيات ما ينبئ عن كونه غير عالم بما سيكون منهم و العالم بالشي‌ء إنما يكون عالما به إذا علمه على ما هو به فالله تعالى إنما يعلم المجاهد مجاهدا إذا جاهد و يعلمه مؤمنا إذا آمن و ليس في ذلك نفي كونه‌

اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 52
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست