responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 30

51/ 41

قوله سبحانه وَ فِي عٰادٍ إِذْ أَرْسَلْنٰا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ و قال فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ لا تناقض بينهما لأنه غير ممتنع أن تنضم إلى الريح صاعقة في إهلاك قوم عاد فيسوغ أن يخبر في موضع أنه أهلكهم بالريح و في آخر أنه أهلكهم بالصاعقة و قد يجوز أن يكون الريح نفسها هي الصاعقة لأن كل شي‌ء صعق الناس منه فهو صاعقة و كذلك القول في الرجفة أنه غير ممتنع أن يقرن بالصاعقة الرجفة و قد يمكن أن يكون الرجفة هي الصاعقة لأنهم صعقوا عندها.

51/ 42

قوله سبحانه مٰا تَذَرُ مِنْ شَيْ‌ءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلّٰا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ قالوا إن الماء في عهد نوح لما عم جميع الأرض لم ينج من الغرق إلا أصحاب السفينة كالريح المسخرة لما اعتصم منها هود و صحبه بحيث لم تهب فيه هذه الريح المهلكة و الله تعالى قادر على أن يخص بالريح أرضا دون أرض أو يكف عن هود الجواب أنه غير ممتنع أن يكف عن هود و صحبه هبوبها و تأثير اعتماداتها كما كف إحراق النار عن إبراهيم يبردها في جسمه و إن كان حاصلا فيها.

33/ 72

قوله سبحانه إِنّٰا عَرَضْنَا الْأَمٰانَةَ عَلَى السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبٰالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهٰا و هذه الأشياء جمادات لا يصح تكليفها المراد عرضنا على أهل السماوات و أهل الأرض و أهل الجبال كقوله وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ و قيل المعنى في ذلك تفخيم شأن الأمانة و تعظيم حقها و إن من عظم منزلتها أنها لو عرضت على الجبال و السماوات مع عظمها و كانت تعلم بأمرها لأشفقت منها غير أنه خرج مخرج الواقع لأنه أبلغ في المقدور و قال البلخي معنى العرض و الإباء ليس هو مما يفهم بظاهر الكلام بل إنما أراد تعالى أن يخبر بعظم شأن الأمانة و أنه وجد السماوات مع عظمها لا تحتملها و أن الإنسان حملها أي احتملها ثم خانها و هذا كقولهم سألت الربع و خاطبت الدار فقالت كذا و ربما قالوا فلم تجب و قوله ائْتِيٰا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قٰالَتٰا أَتَيْنٰا طٰائِعِينَ و قوله لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا. تَكٰادُ السَّمٰاوٰاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَ تَخِرُّ الْجِبٰالُ هَدًّا قال جرير لما أتى خبر الزبير تواضعت سور المدينة و الجبال الخشع و قال آخر فقال لي البحر إذ جئته و كيف يجير ضرير ضريرا و معنى الإباء الامتناع يقال هذه الأرض تأبى الزرع و الغرس أي لا تصلح لهما فيكون المعنى فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهٰا أي لا تصلح لحملها لأنه لا يصلح لحمل الأمانة إلا من كان حيا قادرا عالما سميعا بصيرا.

اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 30
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست