responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 3

و بطلت دلالة السمع و فائدته ثم إن به يتميز العالم من الجاهل كما قال وَ مٰا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللّٰهُ وَ الرّٰاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ثم إنه منزل على لغة العرب و من عادتهم الاستعارة و المجاز و التعريض و اللحن و قد يكون محكما من وجه و متشابها من وجه كالمعلوم و المجهول فتصح الحجة من وجه المعلوم دون المجهول و الشبهة ما تتصور بصورة الدلالة و أسبابها كثيرة منها اتباع هوى من سبق إليه و الثاني أن يدخل عليه شبهة فيتخيله بصورة الصحيح و الثالث التقليد و الرابع ترك النظر و الخامس نش‌ء على شي‌ء صار إلفه فيصعب عليه مفارقته و غير ذلك و أسأل الله المعونة على إتمامه و أن يوفقني لإتمام ما شرعت فيه من كتاب أسباب نزول القرآن فإن بانضمامهما يحصل جل علوم التفاسير إنه ولي ذلك و المنعم بطوله‌

باب ما يتعلق بأبواب التوحيد

[فصل في خلق السماوات]

2/ 29

قوله تعالى هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مٰا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوىٰ إِلَى السَّمٰاءِ فَسَوّٰاهُنَّ سَبْعَ سَمٰاوٰاتٍ الظاهر يقتضي أنه خلق الأرض قبل السماء لأن ثم للتعقيب و التراخي و قال في موضع أَ أَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمٰاءُ بَنٰاهٰا وَ الْأَرْضَ بَعْدَ ذٰلِكَ دَحٰاهٰا ليس بينهما تناقض لأنه تعالى خلق الأرض قبل السماء غير مدحوة فلما خلق السماء دحاها بعد ذلك و دحوها بسطها و منه أدحية النعام لأنها تبسطها لتبيض فيها و يجوز أن لا يكون معنى ثم و بعد في هذه الآيات للترتيب في الأوقات و التقديم و التأخير فيها إنما هو على جهة تعداد النعم و الأذكار بها كما يقول القائل لصاحبه أ ليس قد أعطيتك ثم حملتك ثم رفعت منزلتك ثم بعد هذا كله أخلصتك لنفسي و يقال بعد بمعنى مع نحو قوله عُتُلٍّ بَعْدَ ذٰلِكَ زَنِيمٍ و يقال بمعنى قبل نحو قوله- وَ لَقَدْ كَتَبْنٰا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ.

30/ 25

قوله سبحانه وَ مِنْ آيٰاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمٰاءُ وَ الْأَرْضُ بِأَمْرِهِ بلا دعامة تدعمها و لا علاقة علق بها بل إن الله تعالى يمسكها حالا بعد حال لأعظم دلالة على أنه لا يقدر عليه سواه و لو اجتمعت الجن و الإنس على إمساك تبنة في الهواء أو إثبات تربة على الماء لعجزوا-

بنى السماء فسواها بلا عمد

و لم تمد بأطناب و لا عمد

اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 3
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست