اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب الجزء : 1 صفحة : 255
كان سمع من الهدهد- وَجَدْتُهٰا
وَ قَوْمَهٰا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللّٰهِ فقدم اسمه حذرا أن يسبوا الله و قيل لأنها كانت كافرة و الكافر لا
يخوف بالله لحمية الجاهلية قال وَ إِذٰا
قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّٰهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ
فصل [في قصة يونس ع]
21/ 87
قوله تعالى
في قصة يونس ع- وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغٰاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ
نَقْدِرَ عَلَيْهِ لا يجوز أن يغاضب ربه إلا من كان معاديا له أو جاهلا بأن الحكمة في
سائر أفعاله و هذا لا يليق باتباع الأنبياء فضلا عمن عصمه الله و إنما كان غضبه
على قومه لمقامهم على تكذيبه و إصرارهم على الكفر فخرج من بينهم خوفا من نزول
العذاب و هو مقيم بينهم. قوله سبحانه فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ أي لا نضيق
عليه المسلك و نشدد عليه المحنة و التكليف و ذلك يجوز أن يظنه النبي و لا شبهة إن
قدرت و قدرت معناه التضييق قال تعالى وَ مَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ و قال
يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشٰاءُ وَ يَقْدِرُ و ضيق صدر يونس ع
مما أصابه في بطن الحوت.
21/ 87
قوله سبحانه
فَنٰادىٰ فِي الظُّلُمٰاتِ أَنْ لٰا إِلٰهَ
إِلّٰا أَنْتَ سُبْحٰانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّٰالِمِينَ على سبيل
الانقطاع إلى الله تعالى و يجوز أن يريد بذلك أي بخست حتى يترك النوافل و يجوز
أيضا أن يكون صدقا أي من الجنس الذي يقع منهم الظلم.
68/ 48
قوله سبحانه
فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَ لٰا تَكُنْ كَصٰاحِبِ الْحُوتِ أي إنه لم
يقو على الصبر على تلك المحنة التي ابتلاه الله بها و عرضه بنزولها لغاية الثواب
فشكا إلى الله تعالى منها و سأله الفرج و الخلاص و لو صبر لكان أفضل فأراد الله
تعالى لنبيه ع أفضل المنازل و أعلاها
اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب الجزء : 1 صفحة : 255