responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 237

فباعوها و أكلوا أثمانها.

21/ 83

قوله سبحانه وَ أَيُّوبَ إِذْ نٰادىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ هو الضر الذي قد يكون محنة و ليس بمنكر أن يكون أمراض أيوب ع و محنة في جسمه و أهله و ماله بلغت مبلغا عظيما لكون اللطف و المصلحة فيها و إنما ينكر الأمراض المستقذرة مثل البرص و الجذام و فيه كلام كثير و أما الأمراض النازلة به فكانت اختبارا و تعريضا للثواب بالصبر عليها و العوض العظيم في مقابلتها‌

فصل [في قصة شعيب ع]

7/ 89

قوله تعالى قصة شعيب ع قَدِ افْتَرَيْنٰا عَلَى اللّٰهِ كَذِباً إِنْ عُدْنٰا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجّٰانَا اللّٰهُ مِنْهٰا وَ مٰا يَكُونُ لَنٰا أَنْ نَعُودَ فِيهٰا إِلّٰا أَنْ يَشٰاءَ اللّٰهُ رَبُّنٰا الملة التي عناها الله تعالى إنما هي الشرعيات لقوم شعيب و هي منسوخة عندهم دون الاعتقادات في الأصول و الشرعيات يجوز فيها اختلاف العبادة من حيث تتبع المصالح و الألطاف و المعلوم من أحوال المكلفين فكأنه قال إن ملتكم لا نعود فيها مع علمنا بأن الله تعالى قد نسخها إلا أن يشاء الله أن يتعبدنا بمثلها فنعود إليها و تلك الأفعال التي كانوا ممسكين بها مع نسخها عنهم و نهيهم عنها و إن كانت ضلالا و كفرا فقد يجوز فيما هو مثلها أن يكون إيمانا بل فيها أنفسها قد كان يجوز ذلك و ليس تجري هذه الأفعال مجرى الجهل بالله الذي لا يجوز أن يكون إلا قبيحا و أراد أن ذلك لا يكون أبدا من شعيب إلا بمشية الله لما كان معلوما أنه لا يشاء و كل أمر علق بما لا يكون فقد نفي كونه على أبعد الوجوه كقوله وَ لٰا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتّٰى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيٰاطِ يقال لا أفعل ذلك حتى يبيض القار و يشيب الغراب و قال قطرب في الكلام تقديم و تأخير و الاستثناء من الكفار وقع لا من شعيب فكأنه تعالى قال حاكيا عن الكفار- لَنُخْرِجَنَّكَ يٰا شُعَيْبُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنٰا إلا أن يشاء الله أن تعود في ملتنا ثم قال تعالى حاكيا عن شعيب- وَ مٰا يَكُونُ لَنٰا أَنْ نَعُودَ فِيهٰا على حال الهاء من فيها تعود إلى القرية لا إلى الملة لأنه قد تقدم ذكرهما المعنى إِلّٰا أَنْ يَشٰاءَ اللّٰهُ أن يردكم إلى الحق فنكون جميعا على ملة واحدة لأنه لما حكى عنهم أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنٰا كان معناه أو لنكونن على ملة واحدة فحسن أن يقول من بعد إِلّٰا أَنْ يَشٰاءَ اللّٰهُ أن يجمعكم معنا على ملة واحدة-

اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 237
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست