responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 211

الاستفهام على وجه التوبيخ للمنافقين عند إظهار فضيحتهم و هتك أستارهم على رءوس الأشهاد و قال الحسن و السدي في قولهم- لٰا عِلْمَ لَنٰا قالوا ذلك لذهولهم من هول ذلك المقام فإن قيل إنهم آمنون لقول- لٰا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ و لقوله لٰا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لٰا هُمْ يَحْزَنُونَ فقالوا الفزع الأكبر دخول جهنم و قوله لٰا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ كقولك للمريض لا خوف عليك و لا بأس عليك ما يدل على النجاة من تلك الحال و قال ابن عباس إن معناه لا علم لنا إلا ما علمتنا فحذف إلا ما علمتنا لدلالة الكلام عليه و قال الجبائي معناه لا علم لنا مع علمك أي ليس عندنا شي‌ء مما نعلمه إلا و أنت عالم بكل ما غاب و حضر بدلالة قوله إِنَّكَ أَنْتَ عَلّٰامُ الْغُيُوبِ.

6/ 50

قوله سبحانه وَ لٰا أَعْلَمُ الْغَيْبَ و قوله الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ النبي و الإمام يجب أن يعلما علوم الدين و الشريعة و لا يجب أن يعلما الغيب و ما كان و ما يكون لأن ذلك يؤدي إلى أنهما مشاركان للقديم تعالى في جميع معلوماته و معلوماته لا تتناهى و إنما يجب أن يكونا عالمين لأنفسهما و قد ثبت أنهما عالمان بعلم محدث و العلم لا يتعلق على التفصيل إلا بمعلوم واحد و لو علما ما لا يتناهى لوجب أن يعلما وجود ما لا يتناهى من المعلومات و ذلك محال و يجوز أن يعلما الغائبات و الكائنات الماضيات أو المستقبلات بإعلام الله تعالى لهما شيئا منها و ما روي أن أمير المؤمنين ع كان يعلم أنه مقتول و أن قاتله ابن ملجم فلا يجوز أن يكون عالما بالوقت الذي يقتله فيه على التعيين لأنه لو علم ذلك لوجب عليه أن يدفعه عن نفسه و لا يلقي بيده إلى التهلكة و إن هذا في علم الجملة غير واجب‌

فصل [في قصة آدم]

2/ 35

قوله تعالى في قصة آدم- وَ لٰا تَقْرَبٰا هٰذِهِ الشَّجَرَةَ- أَ لَمْ أَنْهَكُمٰا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ الأمر و النهي لا صيغة لهما و قد يؤمر بلفظ النهي و ينهى بلفظ الأمر يقال أمرته بأن لا يلقى الأمير معناه أنه نهى عن لقائه و يقال نهيتك عن هجر أخيك معناه أمرتك بمواصلته قال الله تعالى اعْمَلُوا مٰا شِئْتُمْ أي لا تفعلوا فيكون قوله لٰا تَقْرَبٰا هٰذِهِ الشَّجَرَةَ أراده لذلك التناول فيكون أمرا لأن الأمر و النهي لا يصيران أمرا و نهيا إلا بالإرادة‌

اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 211
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست