responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 2

الجزء الأول

[المقدمة]

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ. الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ و الصلاة على محمد و آله الطاهرين قال محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني رضي الله عنه سألتم وفقكم الله للخيرات إملاء كتاب في بيان المشكلات من الآيات المتشابهات و ما اختلف العلماء فيه من حكم الآيات و لعمري إن لهذا التحقيق بحرا عميقا و لا يكاد يوجد منه إلا ألفاظ في كتب كبار المتكلمين أو نكت في بعض تفاسير المحققين العدليين و قلما يحضر ذلك للطالبين فأجبتكم إلى ذلك مع تقسم الفكر و ضيق الصدر و شغل القلب و وعثاء السفر و فقدان الكتب فمنها ما ابتدأناه و منها ما سبقنا إليه فحررناه و منها ما وجدناه مختلا فحققناه و المتشابه ما لا يعلم المراد بظاهره حتى يقترن به ما يدل على المراد منه لالتباسه و قال ابن عباس المحكم الناسخ و المتشابه المنسوخ و قال مجاهد المحكم ما لم يشتبه معناه و المتشابه ما اشتبهت معانيه و قال الجبائي المحكم ما لا يحتمل إلا وجها واحدا و المتشابه ما يحتمل وجهين فصاعدا و قال جابر المحكم ما يعلم تعيين تأويله و المتشابه ما لا يعلم تعيين تأويله و قيل ما لا ينتظم لفظه مع معناه إلا بزيادة أو حذف أو نقل و سمي متشابها لأنه يشبه المحكم و قيل لاشتباه المراد منه بما ليس بمراد و المتشابه في القرآن إنما يقع فيما اختلف الناس فيه من أمور الدين نحو قوله وَ أَضَلَّهُ اللّٰهُ عَلىٰ عِلْمٍ وَ أَضَلَّهُمُ السّٰامِرِيُّ و منها أن يحتمل معنيين أو ثلاثا أو أكثر فيحمل على الأصوب مثل- يَدُ اللّٰهِ مَغْلُولَةٌ و تَجْرِي بِأَعْيُنِنٰا و منها ما يزعم فيه من مناقضة نحو فَقَضٰاهُنَّ سَبْعَ سَمٰاوٰاتٍ فِي يَوْمَيْنِ و قوله فِي أَرْبَعَةِ أَيّٰامٍ و قوله فِي سِتَّةِ أَيّٰامٍ و منها ما هو محكم فيه غرضه مثل قوله لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ و ما يتبع ذلك من الغوامض التي يحتاج إلى بيانها و يستخلص منها إما بموضوع اللغة أو بمقتضى العقل أو بموجب الشرع و الحكمة في إنزال المتشابه الحث على النظر الذي يوجب العلم دون الاتكال على الخبر من غير نظر و ذلك أنه لو لم يعلم بالنظر أن جميع ما يأتي به الرسول ص حق لجوز أن يكون الخبر كذبا-

اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 2
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست