responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 185

عليهم أو أعدنا للوعظ لهم أو أمرناهم ثانيا ففسقوا فيها فحق عليهم القول و يمكن أن يتحمل لإذا في الآية جواب و هو أن يجعل الفاء في قوله- فَدَمَّرْنٰاهٰا تَدْمِيراً زائدة و يجعل دمرناها جوابا لإذا كقولهم أخوك فمجده و زيدا فاضرب و عمرا فأكرمه و منه وَ ثِيٰابَكَ فَطَهِّرْ وَ الرُّجْزَ فَاهْجُرْ.

68/ 44

قوله سبحانه سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لٰا يَعْلَمُونَ لا يقتضي أكثر من أنه يستدرج من كذب بآياته و لم يذكر ما يستدرجه إليه و أصله من الدروج و هو الهلاك و يقال من دب و درج و سينه لا يمكن إجراؤها عن السؤال في أوصافه قال ابن عباس إنهم كلما أحدثوا خطيئة جدد لهم نعمة و إنما يستدرجهم إلى الضرر و العقاب الذي استحقوه بما تقدم من كفرهم و لله تعالى أن يعاقب المستحق بما شاء أي وقت شاء فكأنه تعالى لما كفروا و بدلوا نعمه و عاندوا رسله لم يغير نعمه في الدنيا بل أملهم إلى وقت أراد و لو جاز أن يستدرجهم إلى الكفر ثم يعذبهم عليه لجاز أن يعذبهم ابتداء و لو جاز أن يأمرهم بالفسق لكانوا بفعله مطيعين ففسقوا فيها دال على أنه إنما أمرهم بالطاعة فصاروا بمفارقة أمره فاسقين و لو كان أمرهم بالفسق ففعلوا ذلك لكانوا بذلك مطيعين و الإرادة لإهلاك قوم قد يكون حسنا إذا كانوا مستحقين و قد بين أنه لا يهلك أحدا إلا بالاستحقاق قوله وَ مٰا كٰانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرىٰ وَ مٰا كُنّٰا مُهْلِكِي الْقُرىٰ

فصل [في أن الله مريد]

9/ 55

قوله تعالى فَلٰا تُعْجِبْكَ أَمْوٰالُهُمْ وَ لٰا أَوْلٰادُهُمْ إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهٰا فِي الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا وَ تَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَ هُمْ كٰافِرُونَ- ابن عباس و قتادة في الكلام تقديم و تأخير فلا يعجبك يا محمد و لا يعجب المؤمنين معك أموال هؤلاء الكفار و المنافقين و لا أولادهم في الحياة الدنيا إنما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة عقوبة لهم على منعهم حقوقها و مثله فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مٰا ذٰا يَرْجِعُونَ المعنى فألقه إليهم فانظر ما ذا يرجعون ثم تول عنهم و معنى التعذيب بالأموال و الأولاد في الدنيا ما هو جعله للمؤمنين من قتالهم و غنيمة أموالهم و سبي أولادهم و في ذلك إيلام لهم و قد أخبر الله تعالى نبيه ع أنه يرزق الكفار الأولاد و الأموال لا لكرامة لهم بل للمصلحة‌

اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 185
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست