responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 184

فصل [في الارادة]

17/ 16

قوله تعالى وَ إِذٰا أَرَدْنٰا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنٰا مُتْرَفِيهٰا فَفَسَقُوا فِيهٰا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنٰاهٰا تَدْمِيراً الإهلاك على سبيل الامتحان أو الاستحقاق حسن و إنما يقبح إذا كان ظلما و الله تعالى منزه عن ذلك و لا ظاهر الآية يقتضي ذلك و إذا قامت الدلالة على أنه تعالى منزه عن القبائح علمنا أن هذه الآية لم تتعلق إلا بالإهلاك الحسن قوله أَمَرْنٰا مُتْرَفِيهٰا المأمور به محذوف و ليس يجب أن يكون المأمور به هو الفسق و إن وقع بعده الفسق و هذا كما يقول أمرته فعصى و دعوته فأبى و المراد أمرته بالطاعة و دعوته إلى الإجابة و إنه تعالى لم يعلق الإرادة إلا بإهلاك مستحق بما تقدم من الذنوب و الذي حسن قوله إِذٰا أَرَدْنٰا هو أن في تكرار الأمر بالطاعة و الإيمان إعذارا إلى العصاة و إنذارا لهم و إثباتا للحجة عليهم حتى يكونوا متى خالفوا بعد تكرار الإنذار ممن يحق عليه القول و يجب عليه الحجة يوضح ذلك قوله قبل الآية- وَ مٰا كُنّٰا مُعَذِّبِينَ حَتّٰى نَبْعَثَ رَسُولًا و يكون أَمَرْنٰا مُتْرَفِيهٰا من صفة القرية و صلتها و لا يكون جوابا لقوله- وَ إِذٰا أَرَدْنٰا و يكون تقدير الكلام و إذا أردنا أن نهلك قرية من صفتها أنا إذا أمرنا مترفيها ففسقوا فيها و لم يأت لها جواب ظاهر في الآية للاستغناء عنه بما في الكلام من الدلالة عليه نحو حَتّٰى إِذٰا جٰاؤُهٰا وَ فُتِحَتْ أَبْوٰابُهٰا وَ قٰالَ لَهُمْ خَزَنَتُهٰا سَلٰامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهٰا خٰالِدِينَ وَ قٰالُوا الْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي صَدَقَنٰا وَعْدَهُ الآية و لم يأت لإذا جواب في طول الكلام للاستغناء عنه قال الهذلي‌

حتى إذا سلكوهم في قنائدة

شلا كما تطرد الحمالة الشردا

حذف جواب إذا و البيت آخر القصيدة و يكون ذكر الإرادة في الآية مجازا و إنهم متى أمروا فسقوا و يجري ذكر الإرادة في الآية هاهنا مجرى قولهم إذا أراد التاجر أن يفتقر أتته النوائب من كل جهة و الخسران من كل طريق و قولهم إذا أراد العليل أن يموت خلط في مأكله و تسرع إلى ما تتوق إليه نفسه و هذا كقوله فَوَجَدٰا فِيهٰا جِدٰاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقٰامَهُ و يحمل الآية على التقديم و التأخير فيكون تلخيصها إذا أمرنا مترفي قرية بالطاعة فعصوا و استحقوا العقاب أردنا إهلاكهم و يشهد بذلك قوله- يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذٰا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلٰاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ و قوله وَ إِذٰا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلٰاةَ فَلْتَقُمْ طٰائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ و الطهارة قبل القيام إلى الصلاة و قيام الطائفة معه يكون قبل إقامة الصلاة و يحتمل كأنه قال تعالى و إذا أردنا أن نهلك قرية مأمورا مترفوها كررنا الأمر‌

اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 184
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست