اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب الجزء : 1 صفحة : 164
فصل [في
النسيان]
2/ 286
قوله تعالى-
رَبَّنٰا لٰا تُؤٰاخِذْنٰا إِنْ نَسِينٰا النسيان من
فعل الله تعالى و لا تكليف على الناس في حال نسيانه فكيف يأمرنا على سبيل العادة
لنا بالدعاء كذلك ثم إنه إما أن يكون النسيان من فعلنا أو نكون متعبدين بمسألته
تعالى ما نعلم أنه واقع لأن مؤاخذة الناسي مأمونة منه تعالى قال قطرب النسيان
هاهنا الترك كما قال وَ لَقَدْ عَهِدْنٰا إِلىٰ آدَمَ مِنْ
قَبْلُ فَنَسِيَ و كقوله نَسُوا اللّٰهَ فَنَسِيَهُمْ أي تركوا
طاعته فتركهم من رحمته كما يقال لا تنسى من عطيتك قال الشاعر
و لا كنت يوم الروع للطعن ناسيا
أي تاركا و
قوله أَ تَأْمُرُونَ النّٰاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ
أَنْفُسَكُمْ و يحمل النسيان على السهو و يكون وجه الدعاء بذلك على سبيل الانقطاع
إلى الله تعالى و إن كان مأمونا المؤاخذة بمثله كقوله رَبِّ
احْكُمْ بِالْحَقِّ وَ لٰا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ.
6/ 44
قوله سبحانه-
فَلَمّٰا نَسُوا مٰا ذُكِّرُوا بِهِ الآية هذا كما قال
في قصة آل فرعون- وَ بَلَوْنٰاهُمْ بِالْحَسَنٰاتِ وَ
السَّيِّئٰاتِ.
2/ 286
قوله
سبحانه- إِنْ نَسِينٰا أَوْ أَخْطَأْنٰا الخطأ ما وقع سهوا
أو عن غير عمد أما الأول فقد يجوز أن يريد بالخطإ ما يفعل بالتأويل للشيء و عن
جهل بأنها معاص لأن من قصد شيئا على اعتقاد أنه بصفة فوقع بخلاف ما هو بخلاف
معتقده يقال قد أخطأ فكأنه أمرهم بأن يستغفروا مما تركوه متعمدين من غير سهو و لا
تأويل و مما أقدموا عليه متأولين و يقال أخطأنا أذنبنا و إن كانوا له متعمدين و به
عالمين لأن جميع المعاصي قد توصف بأنها خطأ من حيث فارقت الصواب و إن كان فاعلها
متعمدا و كأنه أمرهم بأن يستغفروا مما تركوه من الواجبات و مما فعلوه من المقبحات
ليشتمل الكلام على جهتي الذنوب.