اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب الجزء : 1 صفحة : 146
59/ 16
قوله سبحانه
كَمَثَلِ الشَّيْطٰانِ إِذْ قٰالَ لِلْإِنْسٰانِ اكْفُرْ
فَلَمّٰا كَفَرَ قٰالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخٰافُ
اللّٰهَ رَبَّ الْعٰالَمِينَ ليس فيها من قصة برصيصا شيء مما
يقولون فيه- العبدي-
و هم شبهوا الله العلي بخلقه
و قالوا خلقنا للمعاصي و أجبرنا
و لو شاء لم نكفر و قد شاء كفرنا
و إن شاء لم نؤمن و إن شاء آمنا
فصل [في التكليف]
2/ 286
قوله تعالى-
لٰا يُكَلِّفُ اللّٰهُ نَفْساً إِلّٰا وُسْعَهٰا و
لٰا يُكَلِّفُ اللّٰهُ نَفْساً إِلّٰا مٰا
آتٰاهٰا لٰا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلّٰا وُسْعَهٰا و الوسع
دون الطاقة قال الشاعر
كلفتها الوسع في سيري لها أصلا
و الوسع منها دون الجهد و الوخد
و في ذلك
دلالة على بطلان قول المجبرة من الله تعالى يكلف العبد ما لا قدرة له عليه و قوله
فَاتَّقُوا اللّٰهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَ لِلّٰهِ عَلَى
النّٰاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطٰاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا
مٰا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ يُرِيدُ اللّٰهُ
بِكُمُ الْيُسْرَ وَ لٰا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ يُرِيدُ اللّٰهُ
أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ و لو جاز تكليف ما لا يطاق لجاز أن يكلف الأعمى النظر و
المقعد المشي و لجاز أن يكلفنا الطيران و لو جاز ذلك لجاز أن يكلف الأشجار و
الأحجار و النبات و الجماد-
و سئل
الرضا ع فقيل له هل يكلف الله العباد ما لا يطيقون فقال الله أعدل من ذلك فقيل هل
يستطيعون أن يفعلوا ما لم يقدر لهم فقال هم أعجز عن ذلك
الصاحب
لو كلف العبد بلا استطاعة
ما ذم من أبدى له امتناعه
و لا أقام للعباد الساعة
أف لهذا القول من شناعة
2/ 286
قوله سبحانه وَ
لٰا تُحَمِّلْنٰا مٰا لٰا طٰاقَةَ لَنٰا بِهِ أي ما يشتد
كلفته من العبادات المتعبة يقال و الله ما أستطيع النظر إليك و لا أطيق الاكتحال
برؤيتك مع أنه يراه يدل عليه قوله- وَ لٰا تَحْمِلْ
عَلَيْنٰا إِصْراً و لا تحملنا من العذاب ما لا طاقة لنا به في الدار
الدنيا و إنه كلام مبهم ليس فيه دلالة على شيء. الصاحب
قالت أ يلزم نفسا فوق طاقتها
فقلت حاشاه هذا فعل ذي خبل
قالت يشاء معاصينا و يؤثرها
فقلت لو شاها لم نخش من زلل
اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب الجزء : 1 صفحة : 146