responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 139

متعلق بما تقدمه من ذكر الاستقامة لأنه تعالى قال وَ مٰا تَشٰاؤُنَ إِلّٰا أَنْ يَشٰاءَ اللّٰهُ أي لا تشاءون الاستقامة إلا و الله مريد لها و الله يريد الطاعات و لو أراد جميع ما يشاءون لأدى إلى مناقضة القرآن لأنه بين أن إرادته خلاف إرادة المخلوق ذكرناها قبله و الحكيم لا يجوز أن يريد القبائح و لا المباح لأن ذلك صفة نقص و هو يتعالى عن ذلك و هذه الآية حجة لنا لأنه جعل لنا مشية و علقها بمشيته و عندهم أن مشية الله تعالى فعله و لا حجة لهم فيه لأنه معارض بالآيات الصريحة في أنه تعالى لا يريد القبح و يمكن حمل الآية على العموم لأن العباد يشاءون عندهم ما لا يشاؤه الله تعالى بأن يريد و أما علم الله سبحانه لأنه لا يقع بمنع أو غيره.

6/ 125

قوله سبحانه فَمَنْ يُرِدِ اللّٰهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلٰامِ وَ مَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً الضمير في قوله يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلٰامِ عائد إلى اسم الله لقوله أَ فَمَنْ شَرَحَ اللّٰهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلٰامِ و قوله أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ و المعنى أن الفعل مسند إلى اسم الله في اللفظ و في المعنى إلى المشروح صدره و إنما نسبه إلى ضمير اسم الله لأنه بقدرته كان و توفيقه كما قال وَ مٰا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ رَمىٰ و يدل على أن المعنى لفاعل الإيمان إسناد هذا الفعل إلى الكافر في قوله وَ لٰكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللّٰهِ فكما أسند الفعل إلى فاعل الكفر كذلك يكون إسناده في المعنى إلى فاعل الإيمان و يحتمل أن يكون راجعا إلى من و تقديره أن المهدي يشرح صدر نفسه و يكون تقديره من أراده الله أن يهديه إلى طريق الجنة فليطعه و من أراد أن يعاقبه فليعصه و الإرادة واقعة على فعل العبد بقلبه الضيق يوضح ذلك قوله- مَنْ كَفَرَ بِاللّٰهِ مِنْ بَعْدِ إِيمٰانِهِ إِلّٰا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمٰانِ وَ لٰكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فالاطمينان إلى الإيمان فعلهم لا محالة لأنه إيمان ثم نسب تعالى شرح صدرهم بالكفر إليهم.

6/ 39

قوله سبحانه مَنْ يَشَأِ اللّٰهُ يُضْلِلْهُ وَ مَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ لا يجوز أن من يكون على عمومه لأنا قد علمنا أنه تعالى لا يشاء أن يضل الأنبياء و المؤمنين و لا يهدي الكافرين كما قال وَ الَّذِينَ اهْتَدَوْا زٰادَهُمْ هُدىً و قال يَهْدِي بِهِ اللّٰهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوٰانَهُ و قال وَ يُضِلُّ اللّٰهُ الظّٰالِمِينَ و قال وَ مٰا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفٰاسِقِينَ و تأويل مَنْ يَشَأِ اللّٰهُ يُضْلِلْهُ أي يخذله‌

اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 139
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست