responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 131

يَهْدِي مَنْ يَشٰاءُ الهدى ضد الضلالة و هو من فعله بلا خلاف فإذا هدى الكل صح وصفه بأنه يهدي من يشاء كما لو هدى البعض صح ذلك فيه و يدل على أنه هدى الجميع قوله- إِنّٰا هَدَيْنٰاهُ السَّبِيلَ هُدىً لِلنّٰاسِ و الخصم معترف بأن الهدى في الآية بمعنى الدلالة لأولها لأنه بعث النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَ مُنْذِرِينَ و قال اختلفوا بغيا و عدوا لا جبرا إذ محال أن يقول جاءتهم البينات و لم تأتهم أو يقول كانوا غير متمكنين من التبيين كما أنه محال أن يقول أتيت زيدا بكتاب فلم يقرأه بغيا و عدوانا و هو غير متمكن من قراءة.

6/ 149

قوله سبحانه قُلْ فَلِلّٰهِ الْحُجَّةُ الْبٰالِغَةُ فَلَوْ شٰاءَ لَهَدٰاكُمْ على سبيل الجبر و لم يقل لاهتديتم و الهداية أنما هو البيان و الدلالة لأنه هدى الجميع بمعناهما أو الفوز و النجاة و لا خلاف في أنه لو شاء لنجى جميعهم و لأثابهم أو الإيمان و الدين و لا يصح ذلك لأنه لا يقال فيمن جبر غيره على أمر قد هداه و إنما يقال ذلك إذا أرشده إليه و دله عليه و معنى الآية أنه حكى عن قول الكفار فقال سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا فجعلهم في قوله إنه لَوْ شٰاءَ اللّٰهُ مٰا أَشْرَكُوا و لا حرموا شيئا كاذبين فوجب أن يكون الله بتكذيبه إياهم فيما ادعوا مريدا لإيمانهم كارها لما هم عليه من الشرك فلما كذبهم قال قُلْ فَلِلّٰهِ الْحُجَّةُ الْبٰالِغَةُ إذ كانوا أشركوا من جهة أنفسهم من غير أن يكون أراد منهم الشرك أو أمرهم به أو حملهم عليه إذ لو فعل شيئا من ذلك لكان لهم الحجة عليه‌

فصل [في الضلال]

32/ 10

قوله تعالى- أَ إِذٰا ضَلَلْنٰا فِي الْأَرْضِ- وَ أَضَلَّهُ اللّٰهُ عَلىٰ عِلْمٍ اعلم أن ضل لازم يقال ضل الشي‌ء أي ضاع و هلك قوله ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا و بمعنى العذاب إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلٰالٍ وَ سُعُرٍ و بمعنى إبطال العمل فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمٰالَهُمْ و متعد نحو ضل فلان الطريق أي لم يهتد له قوله إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ و قد جاء أضل على وجوه أضله فلان أهلكه قوله- وَ أَضَلَّ أَعْمٰالَهُمْ و بمعنى أضل الرجل دابته أي ضلت عنه قال الشاعر‌

هبوني أمرا منكم أضل بغيره

فالألف للفرق بين ما لا يفارق مكانه و بين ما يفارق و بمعنى أنه ضل منه لا من غيره كما يقولون أضلت فلانة فلانا و أذهبت عقله و هي لا تعرفه لكنه فسد و ذهب عقله من أجلها و عند رؤيته إياها‌

اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 131
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست