responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 120

و بقي النصف عليها فقال له أبو إسحاق الأسفرائني عندك القادر على الشي‌ء ينبغي أن يكون قادرا على ضده فقال الصاحب كما قدرت على أخذها أقدر على ردها إلا أن الرطوبة خارجة عنها فلا يتقبل-

و قال أبو حنيفة رأيت موسى بن جعفر ع و هو صغير السن في دهليز أبيه فقلت أين يحدث الغريب منكم إذا أراد ذلك فنظر إلي ثم قال يتوارى خلف الجدار و يتوقى أعين الجار و يجتنب شطوط الأنهار و مساقط الثمار و أفنية الدور و الطرق النافذة و المساجد و لا يستقبل القبلة و لا يستدبرها و يضع و يرفع بعد ذلك حيث شاء فلما سمعت هذا نبل في عيني و عظم في قلبي فقلت له جعلت فداك ممن المعصية فنظر إلي ثم قال اجلس حتى أخبرك فجلست فقال إن المعصية لا بد أن تكون من العبد أو من ربه أو منهما جميعا فإن كان من الله تعالى فهو أعدل و أنصف من أن يظلم عبده و يأخذه بما لم يفعله و إن كانت منهما فهو شريكه و القوي أولى بإنصاف عبده الضعيف و إن كانت من العبد وحده فعليه وقع الأمر و إليه توجه النهي و له حق الثواب و العقاب و وجبت الجنة و النار فقلت ذُرِّيَّةً بَعْضُهٰا مِنْ بَعْضٍ وَ اللّٰهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

و نظم في هذا المعنى‌

لم تخل أفعالنا اللاتي نذم بها

إحدى ثلاث خصال حين نأتيها

أما تفرد بارينا بصنعتها

فيسقط اللؤم عنا حين ننشيها

أو كان يشركنا فيها فيلحقه

ما سوف يلحقنا من لائم فيها

أو لم يكن لإلهي في جنايتها

ذنب فما الذنب إلا ذنب جانيها

سيعلمون إذا الميزان شال بهم

أ هم جنوها أم الرحمن جانيها

فصل [في الجبر و الاختيار]

9/ 42

قوله تعالى سَيَحْلِفُونَ بِاللّٰهِ لَوِ اسْتَطَعْنٰا لَخَرَجْنٰا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَ اللّٰهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكٰاذِبُونَ سأل غيلان العبدي أبا الهذيل عن الاستطاعة فقال خبرني عن هذه الآية هل يخلو من أن يكون أكذبهم لأنهم مستطيعون للخروج و هم تاركون له فاستطاعة الخروج فيهم و ليس يخرجون لقوله إِنَّهُمْ لَكٰاذِبُونَ أي هم يستطيعون الخروج و هم يكذبون فيقولون لسنا نستطيع و لو استطعنا لخرجنا فأكذبهم الله على هذا الوجه أو يكون على وجه آخر يقول إنهم لكاذبون أي إنني أعطيهم الاستطاعة و لم يخرجوا فتكون معهم الاستطاعة على الخروج و لا يكون الخروج و لا يعقل للآية معنى ثالث و قيل للنظام إن كانت الاستطاعة لك فخذ لنا هذا العصفور فقال هذا من استطاعة الباشق و اليؤيؤ لا من استطاعتي و قال الكتبي لا أقدر‌

اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 120
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست