سئل
الصادق ع عن هذه الآية فقال مستطيعون يستطيعون الأخذ بما أمروا به و الترك عما
نهوا عنه و بذلك ابتلوا
و قال أمير المؤمنين ع ما أحسنت إلى أحد و لا أسأت إليه لأن الله
تعالى يقول- مَنْ عَمِلَ صٰالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ أَسٰاءَ
فَعَلَيْهٰا.
6/ 144
قوله سبحانه
فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرىٰ عَلَى اللّٰهِ كَذِباً أي أظلم
لنفسه ليخرص على الله كذبا و يضيف إليه ما لا أصل له-
أبو هريرة قال قام رجل من خثعم إلى النبي ع فقال يا رسول
الله متى يرحم الله عباده قال يرحم الله عباده ما لم يعملوا بالمعاصي ثم يقولوا هي
من الله
أنس قال النبي ع سيأتي أقوام يعملون بالمعاصي و يقولون هي
من الله فإذا رأيتموهم فكذبوهم ثلاث مرات
أبو الصلت الهروي عن الرضا عن أبيه عن الصادق ع و قد سئل
عن ذنوبنا و ذنوب غيرنا فقال ع لَيْسَ بِأَمٰانِيِّكُمْ وَ
لٰا أَمٰانِيِّ أَهْلِ الْكِتٰابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ
بِهِ
و سئل
الصادق ع عن أفعال العباد فقال كل ما وعد الله و توعد عليه فهو من أفعال العباد
و سئل
الرضا ع فقال أ هي مخلوقة لله فقال لو خلقها لما تبرأ منها و قد قال الله
أَنَّ اللّٰهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ و لم يرد
البراءة من خلق ذواتهم و إنما تبرأ من شركهم و فضائحهم.
22/ 41
قوله سبحانه
الَّذِينَ إِنْ مَكَّنّٰاهُمْ معناه أعطيناهم كل ما لا يصح الفعل إلا معه
لأن التمكين إعطاء ما يصح معه الفعل فإن كان الفعل لا يصح إلا بعلم فالتمكين
بإعطاء تلك الآلة لمن فيه القدرة و كذلك إن كان لا يصح الفعل إلا بآلة بعلم و نصب
دلالة و صحة و سلامة و لطف و غير ذلك فإعطاء جميع ذلك و إن كان الفعل يكفي في صحة
وجوده مجرد القدرة فخلق
اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب الجزء : 1 صفحة : 118