responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قرب الإسناد - ط الحديثة المؤلف : الحميري، أبو العباس    الجزء : 1  صفحة : 386

وَ كَذَا سَنَةً، وَ قَدْ دَخَلَ قَلْبِي مِنْ إِبْطَائِهَا شَيْ‌ءٌ.

فَقَالَ: «يَا أَحْمَدُ، إِيَّاكَ وَ الشَّيْطَانَ أَنْ يَكُونَ لَهُ عَلَيْكَ سَبِيلٌ حَتَّى يُقَنِّطَكَ، إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ كَانَ يَقُولُ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَسْأَلُ اللَّهَ الْحَاجَةَ فَيُؤَخِّرُ عَنْهُ تَعْجِيلَ حَاجَتِهِ حُبّاً لِصَوْتِهِ وَ اسْتِمَاعِ نَحِيبِهِ.

ثُمَّ قَالَ: وَ اللَّهِ لَمَا أَخَّرَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ مِمَّا يَطْلُبُونَ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا خَيْرٌ لَهُمْ مِمَّا عَجَّلَ لَهُمْ مِنْهَا، وَ أَيُّ شَيْ‌ءٍ الدُّنْيَا؟!.

إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَقُولُ: يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَكُونَ دُعَاؤُهُ فِي الرَّخَاءِ نَحْواً مِنْ دُعَائِهِ فِي الشِّدَّةِ، لَيْسَ إِذَا ابْتُلِيَ فَتَرَ، فَلَا يَمَلَّ الدُّعَاءَ فَإِنَّهُ مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بِمَكَانٍ.

وَ عَلَيْكَ بِالصِّدْقِ، وَ طَلَبِ الْحَلَالِ، وَ صِلَةِ الرَّحِمِ، وَ إِيَّاكَ وَ مُكَاشَفَةَ الرِّجَالِ، إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ نَصِلُ مَنْ قَطَعَنَا وَ نُحْسِنُ إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْنَا، فَنَرَى وَ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا فِي ذَلِكَ الْعَاقِبَةَ الْحَسَنَةَ.

إِنَّ صَاحِبَ النِّعْمَةِ فِي الدُّنْيَا إِذَا سَأَلَ فَأُعْطِيَ غَيْرَ الَّذِي سَأَلَ، وَ صَغُرَتِ النِّعْمَةُ فِي عَيْنِهِ، فَلَا يَمْتَنِعْ مِنْ شَيْ‌ءٍ أُعْطِيَ، وَ إِذَا كَثُرَتِ النِّعَمُ كَانَ الْمُسْلِمُ مِنْ ذَلِكَ عَلَى خَطَرٍ، لِلْحُقُوقِ وَ الَّذِي يَجِبُ عَلَيْهِ، وَ مَا يَخَافُ مِنَ الْفِتْنَةِ».

فَقَالَ لِي: «أَخْبِرْنِي عَنْكَ لَوْ أَنِّي قُلْتُ قَوْلًا، كُنْتَ تَثِقُ بِهِ مِنِّي؟».

قُلْتُ، جُعِلْتُ فِدَاكَ، وَ إِذَا لَمْ أَثِقْ بِقَوْلِكَ فَبِمَنْ أَثِقُ؟! وَ أَنْتَ حُجَّةُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَلَى خَلْقِهِ.

قَالَ: «فَكُنْ بِاللَّهِ أَوْثَقَ، فَإِنَّكَ عَلَى مَوْعِدٍ مِنَ اللَّهِ، أَ لَيْسَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَقُولُ: وَ إِذٰا سَأَلَكَ عِبٰادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّٰاعِ إِذٰا دَعٰانِ [1] وَ قَالَ: لٰا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّٰهِ [2] وَ قَالَ: وَ اللّٰهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ


[1] البقرة 2: 186.

[2] الزّمر 39: 53.

اسم الکتاب : قرب الإسناد - ط الحديثة المؤلف : الحميري، أبو العباس    الجزء : 1  صفحة : 386
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست