responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فتح الأبواب المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 306

جوارحه شهودا عليه يوم الحساب والسؤال وما قنع له أيضا بهذا الاستظهار عليه حتى كان الله جل جلاله عالما بسره خيره وشره ومطلعا عليه وقال له مع ذلك قولا لو فهمه وصدقه وعمل به صعب عليه الحياة فقال تعالى ( إِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ ) [١] فهل ينبغي للعبد مع هذا أن يكون له اشتغال بغير مراد الله جل جلاله وغير مراد رسوله سيد المرسلين ونائبه صلوات الله عليهما دون الخلائق أجمعين؟

فصل :

وهب أن الإنسان يقول إنه ما تميل نفسه إلى شرف هذا المقام فإن طبعه ما يميل إلا إلى مدح الأنام والاجتهاد في السلامة من ذمهم ويهتم بذلك غاية الاهتمام ويقدم الاجتهاد في ذلك على الاجتهاد في مدح الله جل جلاله له [٢] ومدح رسوله ونائبه عليهما أفضل الصلاة والسلام ولا يحزنه استحقاق ذم الله جل جلاله وذم رسوله وخاصته كما يحزنه ذم غيرهما من أهل صداقة هذا العبد أو ذم أهل معرفته فهل يتهيأ لهذا العبد إذا خالف ما قلناه ولم يشغل بمولاه أن يحصل له رضا العباد عنه ومدحهم له وترك مذمتهم أما يعلم أن هذا أمر مأيوس منه فلأي حال يضيع عمره وهو رأس مال بضاعة الدنيا والآخرة فيما لا يصح ولا يملك أما سمع قول الحق والصدق رضا العباد غاية لا تدرك [٣].


[١] البقرة ٢ : ٢٨٤.

[٢] ليس في « د » و « ش ».

[٣] قال علقمة : فقلت للصادق عليه‌السلام : إن الناس ينسبونا الى عظائم الأمور وقد ضاقت بذلك صدورنا ، فقال عليه‌السلام : إنّ رضا الناس لا يملك ، وألسنتهم لا تضبط ، وكيف تسلمون ممّا لم يسلم منه أنبياء الله ورسله ، الحديث « وسائل الشيعة ١٨ : ٢٩٣ ».

اسم الکتاب : فتح الأبواب المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 306
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست