responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فتح الأبواب المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 284

لسلطان العالمين فالذنب كان لهم دون الاستخارات وذاك أنهم كانوا يستخيرون على سبيل التجارب لينظروا هل يظفرون بالمرادات أم لا يظفرون بذلك بطلان ما ورد في الاستخارة من الروايات [١] وبان أنهم كانوا يفعلون ذلك على سبيل التجارب دون اليقين والتفويض إلى الله جل جلاله في تدبير العواقب وتوقفهم عنها ونفورهم منها ورجوعهم عن الله جل جلاله فيما أشار به عليهم فيما زعموا أنهم استخاروا الله جل جلاله فيه وفوضوا إلى مراضيه ولو كانوا على يقين من استخارتهم كانوا قد قنعوا بتدبير الله فهو أعلم بمصلحتهم في دنياهم وآخرتهم.

فصل :

وما يخفى على أهل البصائر أن الذي يستخير الله جل جلاله على سبيل التجربة فإنه يكون سيئ الظن بالله عز وجل أو سيئ الظن بالرواية عن الله بل لعله [٢] كان سيئ الظن بالرواية قام [٣] وصلى صلاة الاستخارة وكلاهما يمنع من الاستخارة فإنه لو حسن ظنه أو قوي يقينه بالله جل جلاله رضي بتدبيره في كل إشارة والله جل جلاله يقول ( يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ ) [٤] ( الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ ) [٥] فمن يستخير على سبيل التجارب ولا يكون مفوضا إلى الله جل جلاله العالم بالعواقب فقد أساء الظن بالله فإنه مطلع على سره ـ ( وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) [٦] والمستخير على هذه الصفات أقرب إلى الهلاك والنقمات من أنه يظفر


[١] الظاهر أن هذه العبارة مقحمة في غير محلّها ، فلاحظ.

[٢] في « د » و « م » زيادة : لو.

[٣] في « د » و « ش » : ما قام.

[٤] آل عمران ٣ : ١٥٤.

[٥] الفتح ٤٨ : ٦.

[٦] الأنعام ٦ : ٩١.

اسم الکتاب : فتح الأبواب المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 284
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست