اسم الکتاب : غاية المراد في شرح نكت الإرشاد المؤلف : الشهيد الأول الجزء : 0 صفحة : 165
أسوة الفضلاء المحقّقين، مفتي الفرق، الفاروق بالحقّ، حاوي فنون
الفضائل و المعالي، حائز قصب السبق في حلبة الأعاظم و الأعالي، وارث علوم الأنبياء
و المرسلين، محيي مراسم الأئمة الطاهرين، سرّ الله في الأرضين، مولانا شمس الملّة
و الحقّ و الدين، مدّ الله أطناب ظلاله بمحمّد و آله في دولة رأسيه الأوتاد، و
نعمة متّصلة الأمداد إلى يوم التناد.
و بعد،
فالمحبّ المشتاق، مشتاق إلى كريم لقائه غاية الاشتياق، و أن يتشرّف بعد العباد
بقرب التّلاق.
حرم الطرف من محياك لكن
حظي القلب من حميّاك ريّا
يُنهى إلى
ذلك الجناب، لا زال مرجعا لأولى الألباب: إنّ شيعة خراسان صانها الله تعالى عن
الحدثان، متعيّشون إلى زلال وصاله، و الاغتراف من بحار فضله و إفضاله. و أفاضل هذه
الديار قد مزّقت شملهم أيدي الأدوار، و فرّقت جلّهم بل كلّهم صنوف صروف الليل و
النهار. و قال أمير المؤمنين عليه سلام ربّ العالمين: «ثلمة الدين موت العلماء».
و إنّا لا
نجد فينا من يوثّق بعلمه في فتياه، أو يهتدي الناس برشده و هداه، فيسألون الله
تعالى شرف حضوره، و الاستضاءة بأشعّة نوره، و الاقتداء بعلومه الشريفة، و الاهتداء
برسومه المنيفة. و اليقين بكرمه العميم و فضله الجسيم أن لا يخيّب رجاءهم و لا
يردّ دعاءهم، و يسعف مسؤولهم، و ينجح مأمولهم.
إذا كان الدعاء لمحض خير
على يدي الكريم فلا يردّ
امتثالا لما
قال الله تعالى «وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ مٰا أَمَرَ اللّٰهُ بِهِ أَنْ
يُوصَلَ».
و لا شكّ
أنّ أولى الأرحام بالصلة الرحم الإسلامية الروحانية، و أخرى القرابات بالرعاية
القرابة الإيمانية ثمَّ الجسمانية، فهما عقدتان لا تحلهما الأدوار و الأطوار، بل
شعبتان لا يهدمهما أعصار الأعصار، و نحن نخاف غضب الله على هذه البلاد، لفقدان
المرشد و عدم الإرشاد.
و المسؤول
من إنعامه العامّ، و إكرامه التامّ أن يتفضّل علينا، و يتوجّه إلينا، متوكّلا على
الله القدير، غير متعلّل بنوع من المعاذير، فإنّا بحمد الله نعرف قدره، و نستعظم
أمره، إن شاء الله تعالى.
اسم الکتاب : غاية المراد في شرح نكت الإرشاد المؤلف : الشهيد الأول الجزء : 0 صفحة : 165