responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل الشهيد الأوّل المؤلف : الشهيد الأول    الجزء : 1  صفحة : 142

وما ذكره الأشعريّة في الرؤية [١] غير معقول ؛ ولقوله تعالى لموسى عليه‌السلام : ( لَنْ تَرانِي ) [٢] ولتعليقه تعالى رؤيته على استقرار الجبل حال الحركة ، والمعلّق على المحال محال.

وأمّا قوله تعالى : ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ ) [٣] فمن باب حذف المضاف ، وهو كثير في اللغة ، وكلّ ما رووه من الأحاديث في الرؤية [٤] فهو موضوع أو مؤوّل.

[ المسألة ] الثانية والعشرون : الله تعالى ليس بمفتقر ، وهو المعبّر عنه بكونه غنيّا ، وهذه الصفة سلبيّة كصفة الوحدة وإن لمح فيهما معنى الثبوت للفظهما.

وبرهانه : أنّه لو افتقر في ذاته أو صفاته لكان ممكنا ، وقد بيّنّا أنّه تعالى واجب الوجود.

[ المسألة ] الثالثة والعشرون : الله تعالى ليس قادرا بقدرة ، ولا عالما بعلم ، ولا حيّا بحياة ، ولا موجودا بوجود ، إلى غير ذلك ؛ إذ لو احتاج في ذلك إلى مغن لكان مفتقرا إلى غيره ، والمفتقر ممكن ، وقد بيّنّا أنّه تعالى واجب الوجود. وما ذكره البهشميّة من الأحوال [٥] غير معقول.

[ المسألة ] الرابعة والعشرون : العقل قاض بحسن أشياء وقبح أشياء ، كحسن الصدق والإنصاف ، وشكر النعم ، وقبح أضدادهما ، والضرورة قاضية به ، والمنازع مكابر لصريح عقله ، ومن ثمّ حكم به من لا يتدبّر شريعة ولا يعتقد ملّة كالملاحدة [٦] والبراهمة [٧] ؛ ولأنّه لو لا ذلك لتعذّر معرفة صدق النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولم يوثق بوعد الله تعالى ووعيده ، وفيه هدم الدين بالكلّيّة.

[ المسألة ] الخامسة والعشرون : نحن فاعلون لأفعالنا الحسنة والقبيحة ، والضرورة قاضية به ؛ ولتعلّق المدح والذمّ منّا عليها دون ألواننا وأشكالنا ، ولتعذيب العاصي ، وهو قبيح


[١] للمزيد راجع الملل والنحل ١ : ١٠٠ و ١٠٥.

[٢] الأعراف (٧) : ١٤٣.

[٣] القيامة (٧٥) : ٢٢.

[٤] انظر صحيح البخاري ١ : ٢٠٣ / ٥٢٩ و ٥٤٧ ؛ و ٤ : ١٨٣٦ / ٤٥٧٠ ؛ و ٦ : ٢٧٠٣ / ٦٩٩٧ و ٦٩٩٩.

[٥] لمزيد التوضيح راجع الملل والنحل ١ : ٨٢.

[٦] راجع الملل والنحل ٢ : ٢٥٠ ـ ٢٦١.

[٧] راجع الملل والنحل ٢ : ٢٥٠ ـ ٢٦١.

اسم الکتاب : رسائل الشهيد الأوّل المؤلف : الشهيد الأول    الجزء : 1  صفحة : 142
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست