ذكر من يجب أن يؤخذ
عنه العلم و من يرغب عنه و يرفض قوله
إنا لما ذكرنا في الباب
الذي قبل هذا الباب الرغائب في طلب العلم و الحض عليه وجب أن ندل على العلم الذي
أشرنا إليه و رغبنا فيه و العلماء الذين ذكرنا فضلهم و أوجبنا الأخذ عنهم و إن كان
ذكرهم قد تقدم[1] و نذكر الآن
من يجب رفض قوله و ما يوجب رفضه و يدل على فساده. فنقول إن الذي يجب قبوله و تعلمه
و نقله من العلم ما جاء عن الأئمة من آل محمد[2]
ص لا ما يؤخذ عن المنسوبين إلى العلم من العامة المحدثين[3] المبتدعين- الَّذِينَ اتَّخَذُوا
دِينَهُمْ ... لَعِباً وَ غَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا و قنعوا
برياستها و بعاجل ما نالوه بذلك من حطامها فجلسوا غير مجالسهم و وردوا غير شربهم[4] و نازعوا
الأمر أهله و أنفوا أن يتخطوا إليهم فيه[5]
فيسألونهم كما أمرهم الله عز و جل عما لا يعلمون و يسمعون لأمرهم و يطيعون بل
قالوا في دين الله عز و جل بآرائهم و حملوه على قياسهم و اتبعهم جهال الأمة و
رعاعها و قلدوهم فيما ابتدعوه فيه ليصلوا بعدهم من الرئاسة إلى ما وصلوا إليه و
كلما أغرق أئمتهم في الجهل اعتدوا لهم بذلك الفضل.