و أجمع المسلمون لا
اختلاف بينهم علمناه أن رسول الله ص كان يلي قبض الصدقات من المسلمين بحضرته و
يرسل السعاة إلى من غاب عنه منهم فيأخذون صدقاتهم و يأتون بها رسول الله ص فيضعها
حيث أمره الله عز و جل بوضعها فيه و أجمعوا كذلك على أن فرض الصدقة لم يسقط بوفاة
رسول الله ص و أن الناس بعده دفعوها إلى القائم بأمرهم و إلى من قام بعده و بعد
ذلك إلى أن رأوا أئمتهم استأثروا بها فمنعوهم ما قدروا على منعه منها فإن كانوا
أئمة عندهم فالفرض عليهم دفع صدقاتهم إليهم و لم يكلفهم الله ما افترض على الأئمة
من صرف الزكاة في وجوهها التي أمرهم الله بصرفها فيها و إنما على الناس دفعها إلى
الأئمة و على الأئمة صرفها في وجوهها و لن يسأل الله عز و جل