بأجمعهم إلى اليوم مصرون على اتباع عمر في هذا و ترك اتباع
رسول الله ص و احتجوا بقول عمر هذا و ظاهر هذا القول يغني عن الاحتجاج على قائله و
إنما أمر الله عز و جل بالأخذ عن رسول الله ص فقال[1] وَ ما آتاكُمُ
الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا و قال[2] فَلْيَحْذَرِ
الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ
عَذابٌ أَلِيمٌ[3] و قال وَ ما كانَ
لِمُؤْمِنٍ وَ لا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَمْراً أَنْ
يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ
فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِيناً-
أ فكان عمر عند هؤلاء
الرعاع أعلم بمصالح الدين و المسلمين أم الله و رسوله و قد أنزل الله عز و جل في
كتابه من الرغائب و الحض على الصلاة و على الجهاد و على كثير من أعمال البر ما
أنزله و افترض فرائضه فهل لأحد أن يسقط من كتاب الله عز و جل شيئا مما حض به على
فريضة من فرائضه أو هل وسع لأحد في ترك فريضة لأنه حض و رغب في غيرها أكثر مما حض
و رغب فيها هذا ما لا يقوله عالم و لا جاهل و لا بلغنا عن أحد من الناس أنه توهمه
و لا أومى إليه فيكون ما قال عمر و من اتبعه و لو كان الجهال توهموا ذلك كما زعم و
زعموا لم يجز إسقاط ما أمر الله و رسوله بإثباته و النداء به في كل يوم و ليلة عشر
مرات في كل مسجد و عند كل جماعة و أفراد لظن الجهال أو توهم الرعاع الأشرار و لو
وسع ذلك و وجب لوجب أيضا إسقاط كل ما قام في عقول الجهال فساده من شرائع[4] الإسلام
فأكثرها إذا يجهله الجاهلون و تدفعه عقولهم و لم يأمر الله تعالى باتباع الجاهلين
و إنما أمر بتعليم من لقن و قبل منهم و الإعراض عمن لم يقبل و جهاد من كذب و كفر-
[4]. و الشريعة في اللغة ما صنع بجانب نهر أو ماء
ليشرب منه و ليبرد من أراد الماء، و يقال منهD gl . شرع الوارد في الماء. و
الشرائع ما شرع اللّه تعالى للعباد من أمر الدين و أمرهم بالتمسك به ممّا افترضه
عليهم. و يقال أيضا للطريق النافذ شارع، حاشية.