ذِكْرُ فَرْقِ مَا بَيْنَ الْإِيمَانِ وَ الْإِسْلَامِ
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قٰالَتِ الْأَعْرٰابُ آمَنّٰا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنٰا وَ لَمّٰا يَدْخُلِ الْإِيمٰانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَ قَالَ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لٰا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلٰامَكُمْ بَلِ اللّٰهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدٰاكُمْ لِلْإِيمٰانِ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ وَ قَالَ فَأَخْرَجْنٰا مَنْ كٰانَ فِيهٰا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَمٰا وَجَدْنٰا فِيهٰا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فدل ظاهر كتاب الله جل ذكره على أن الإيمان شيء و الإسلام شيء لا على أنهما شيء واحد كما زعم بعض العامة-
وَ قَدْ رُوِّينَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ص أَنَّهُ قَالَ الْإِيمَانُ يَشْرَكُ الْإِسْلَامَ وَ الْإِسْلَامُ لَا يَشْرَكُ الْإِيمَانَ الْإِسْلَامُ هُوَ الظَّاهِرُ وَ الْإِيمَانُ هُوَ الْبَاطِنُ الْخَالِصُ فِي الْقَلْبِ
وَ عَنْهُ ص أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْإِيمَانِ وَ الْإِسْلَامِ فَقَالَ الْإِيمَانُ مَا كَانَ فِي الْقُلُوبِ وَ الْإِسْلَامُ مَا تُنُوكِحَ عَلَيْهِ وَ وُرِّثَ وَ حُقِنَتْ بِهِ الدِّمَاءُ وَ الْإِيمَانُ يَشْرَكُ الْإِسْلَامَ وَ الْإِسْلَامُ لَا يَشْرَكُ الْإِيمَانَ
وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ص أَنَّهُ قَالَ الْإِيمَانُ يَشْرَكُ الْإِسْلَامَ وَ الْإِسْلَامُ لَا يَشْرَكُ الْإِيمَانَ ثُمَّ أَدَارَ وَسَطَ رَاحَتِهِ دَائِرَةً وَ قَالَ هَذِهِ دَائِرَةُ الْإِيمَانِ ثُمَّ أَدَارَ حَوْلَهَا دَائِرَةً أُخْرَى وَ قَالَ هَذِهِ دَائِرَةُ الْإِسْلَامِ
أدارهما على مثل هذه الصورة فمثل الإسلام بالدائرة الخارجة و الإيمان بالدائرة الداخلة لأنه معرفة القلب كما تقدم القول فيه و بأنه إيمان يشرك