الأجسام محدثة، لأنها لم تسبق الحوادث، فلها حكمها في الحدوث.
و لا بدّ لها من محدث كالصياغة [2] و الكتابة، و لا بد من كونه
قادرا، لتعذر الفعل [3] على من لم يكن قادرا و يتيسر على من كان [4] كذلك.
و لا بدّ من كون محدثها عالما [5]، و هذا الضرب من التعلق لا يصلح
إلا من الموجود كونه قديما [6]، لانتهاء الحوادث اليه.
و يجب كونه حيا، و إلا لم يصح كونه قادرا عالما فضلا عن وجوبه.
و يجب أن يكون مدركا، إذ أوجد المدركات [7]، لاقتضاء كونه حيا.
و وجب كونه [8] سميعا بصيرا، لأنه يجب [9] أن يدرك المدركات إذا
وجدت، و هذه فائدة قولنا سميع بصير و من صفاته.
و إن كانتا عن علة كونه [10] مريدا و كارها، لأنه تعالى قد أمر و
أخبر و نهى، و لا يكون الأمر و الخبر أمرا و لا خبرا إلا بإرادة [11]، و النهي لا
يكون نهيا إلا بكراهة [12]، و لا يجوز أن يستحق