responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأويل الدعائم المؤلف : القاضي النعمان المغربي    الجزء : 3  صفحة : 129

و يؤتى بأمته و يجعل له حوض و أنه يقيم على حوضه عليّا صلوات اللّه عليه فيسقى منه أولياءه و يذود عنه أعداءه كما تذاد على الماء غريبة الإبل. و قوله أنت قسيم النار يوم القيامة، يقول لها هذا لك فخذيه و هذا لى فدعيه، و أنه صاحب لواء الحمد يوم القيامة يلوذ به المؤمنون فيولجهم الجنة فى أخياره مثل هذا كثيرة، فأولياء اللّه يلون من عباده بأمره يوم القيامة ما يجعل اللّه عز و جل لكل واحد منهم فيمن أرسله إليه و فى أمته التى بعث إليها دون غيرها، و كل إمام زمان شاهد على أهله، يومئذ كما أخبر اللّه سبحانه و شفيع لمن يشفع منهم له، جعلكم اللّه أيها المؤمنون ممن يفوز يومئذ بشهادة وليه و ممن يكون فى جملته و يدخل فى شفاعته، و صلى اللّه على محمد نبيه و على الأئمة الأبرار من ذريته و سلم تسليما، و حسبنا اللّه و نعم الوكيل.

المجلس الخامس من الجزء التاسع: [ذكر ليلة القدر]

بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه المتعالى عن التحديد و الصفات و الإدراك بالحواس و الأدوات، و صلى اللّه على محمد نبيه و على الأئمة من آله أفضل الصلوات، ثم إن الّذي يتلو ما قد تقدم ذكره من كتاب دعائم الإسلام ما جاء عن محمد بن على صلوات اللّه عليه أنه قال فى قول اللّه عز و جل: «تَنَزَّلُ الْمَلٰائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيهٰا» يعنى فى ليلة القدر، و قال تتنزل فيها الملائكة و الكتبة إلى السماء الدنيا فيكتبون ما يكون فى السنة من أمر و ما يصيب العباد، و الأمر عنده موقوف له فيه المشية، فيقدم ما يشاء و يؤخر ما يشاء و يمحو ما يشاء و يثبت ما يشاء و عنده أم الكتاب، فالذى عنى بهذا القول عليه السلام ليلة القدر الظاهر التى تلتمس فى شهر رمضان الظاهر، و نزول الملائكة فيها إلى السماء الدنيا نزول الروحانيين بالتأييد إلى صاحب كل زمان فيها، و الروح هاهنا التأييد يمد اللّه عز و جل ولى كل زمان فى ليلة القدر منه بما يمده به، و من ذلك قول اللّه عز و جل ذكره لمحمد صلى اللّه عليه و آله: «وَ كَذٰلِكَ أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنٰا مٰا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتٰابُ وَ لَا الْإِيمٰانُ وَ لٰكِنْ جَعَلْنٰاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشٰاءُ مِنْ عِبٰادِنٰا وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ» [1] و قد ذكرنا‌


[1] سورة الشورى الآية: 52.

اسم الکتاب : تأويل الدعائم المؤلف : القاضي النعمان المغربي    الجزء : 3  صفحة : 129
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست